لغزة الوجـدان شد رحاله
ــ
شعر : علي عزوزي أيمنان
ــ
اختر بذورك فالربيع خصيب
فبعمق ليلك من دجاك نصيـب
وازرع شعارك ما الشتاء مسالم
فعُرى الضلوع تنهــد ووجيـب
هذي السنون تقلب : فسكينة ،
وزلازل . ومباهج ، وخطوب
طبْع الدهور تداول ، فسلامها
كهُنيَّةٍ ، فتنازع ، وحروب
كم عانت الأرض انفلات جنوننا
رقص وطيش تارة ونحيــب
طف بالبلاد إذا نسيت حواضرا
توحي إليك مسـالك وجيـوب
فهل الديار سوى منازل راحــل
كالشمس تحسم ليلها وتؤوب
أيـًّا قصدت دمشق أو بغـداد أو
يمنـا فثمـة شـــاهـد ورقيــب
يغريه حلم بالربيــع وما درى
أن السحــاب ببرقه لكـذوب
عشرون عاما في التفاوض كيف عن
" جينيس " رقم في الكتاب يغيب
هزل وجد يا شقاوة من مشى
شوطا بنور الفجر كيف يخيــب
فلغزة الوجـدان شـد رحــاله
يهديـه غُمْـر نحـوها ولبيـب
يحدوه نحو قصورها حاد سعى
شوقا يداري الحزن وهْو كئيب
كم شُيدت فيها الحصون فنالها
في الحرب تدمير البنى ولهيب
ولأهلها من ذا وذاك حصيلة
ثقلت بشكواها ربى ودروب
واستبسلت حتى تصاعد مسكها
فتجـاذبتـه مباخـــر وطيــوب
فهي الضحى نورا ، ونار أخمدت
وملاذ فخر في الصمود عجيب
قهرت رعاديد الطغـاة وآمنـت
بالنصر أمنا والكفـاح ضُروب
والصبر أقوى في الشعوب من الأذى
والنصر عن رزء الجراح ينوب
يا ساكن السجن المنيع رحابة
يرضيك حارسه وأنت أريــب
كم دام وعد القوم قبل سباتـنا
وانصــاع بعدُ مفــوه وخطيب
تلك الحوادث محفل صنعت به
نسَقَ الزمان مصائب وكروب
ما كان أجدى أن يعيد تصالح
دفء الأخوة والضمير حسيب
طول التفرق والخصام سعت له
أيدي التحزُّب والسلوك معـيب
ما أسعد اليوم الذي حفلت به
روح التصالح والرفيق مُجيب
فاركب لقطع موانع الأحـداث لا
يعييك من صد الزمان ركـوب
ودع التردد في القرار .. ولا تعد
للخُلف فهو فضاعة وهروب
باب العتاب إذا طرقت فضاضة
لا زال منها في الجبين نـدوب
لا تسـتعـد آلام إخـفــاق مضى
ما الأمر إن جاد المليـك غريـب
والله من بعد الموفق واستخر
فالعــزم يخطئ تـارة ويصيب
وعطاء ربك إن أتاك فلا تحد
هي منَّة عـلَّ الصبـاح قريب
***