هو عالم الأطياف الهائمة في ملكوت الله ..السابحة في اللامكان ..المنفلتة في بقعة انعتاق ..
هناك حيث نركل المادة بملء الأقدام ونحلق لأبعد نقطة عن الأنا والهُم ..وبالرغم من أنها تعتصر الروح بأنفاسها اللاهثة
إلا أنها تستعصي أحيانا ، تتدحرج كما الماء في كأس مثقوب !! وما يختمر أحاسيسنا منها هو رائحة عطر في قعر الكأس ،
قد تربت على كتف الشرود وتقطع سرة الدمع ذات وهم أشبه بالحقيقة الجوفاء..لكن لابأس ؛
فبغايبها ينطفئ الكون بانكسار الضوء في وجه القمر الذي يشكل قنديل الرؤى في ذاك الملكوت الليلي الساكن الذي تنطلق فيه الأرواح
الباحثة عن رشفات السعادة الشحيحة بعيداً عن الطين والماء الرمادي ..
بغيابها يسافر الفيء إلى أبعد نقطة عن الأنظار حيث يتكور هناك بعيداً خلف اللحاء كالطفل الذي ينتظر عقاباً متوحشاً ..
هي مشاركة الطبيعة لحدث أشبه بالأساطير ..
سيدي الفاضل ،لن أسترسل في ثرثرتي فلم يترك لي مشرطك مجالا للحفر ..
فبقدر ماأدهشني هذا المرور الغني بقدر ما أرهقني فقد كنتُ على موعد مع صعود جبل شاهق قمته لأسفل !! لأعلى بقاع أعماقي..
الشاعر والناقد والأديب والإنسان الرائع /الوليد دويكات
سبرت عمق الحرف وأطرت الصور واللغة بطريقة أكاديمية ماهرة ومبهرة وببصيرة العارف
فأحلت الحرف الشاحب للوحة براقة شديدة الجاذبية ماكانت لولا ألوانك التي أضفت عليها سحائب الجمال ..
فاضلي لا أطمح في مقعد بين النجوم ،فيكفي أن أكون بينكم ظلا لشمعة يحبو على بساط النور..
كل ماأطمح فيه أن أصرخ عالياً أن أعانق حرفي بحب وبقدر ما أهرب من الأنا بقدر ما أعود إليها بشئ يرضيها
يقول لها : أنكِ لازلتِ على قيد الحياة .. لازالت أناملك بمقدورها أن تبني كهفاً في أقاصي الكلمات
فاركنِ إليه حين الحزن يصفعكِ بقسوة وتتقشر الأرض من تحت قدميكِ ...
لازال هناك من بإمكانه أن يهديكِ حلوى حروفه الشهية على أطباق من ذهب ..
.gif)