صحراء بلا مطر
1) ............
فِي صَحْرَاءِ العُشّاقِ هَدِيرٌ يَكْوِينِي،
فَأَرَى قَمَرًا فِي صَمْتِي ..
فِي مَوْتِي..
وَ أَرَى مَا خَلْفَ هِضَابِ الرَّمْلِ..
مَنَاراتٍ وَ مَرَافِئَ لِلْقُرْصانِ
وَ لِلسُّحُبِ السَّوْدَاءِ ..
أَرَى شَبَحًا يَلِجُ الظَّلْمَاءَ وَ يَكْسِرُ قَافِيَتِي..
يُغْرِينِي،
يَأْسِرُنِي..
2) ............
يَا هَذا الضِّدُّ الرَّائِقُ،
هَلْ تَغْتالُ تَفاصِيلَ الجَسَدِ؟
هَلْ تَسْبِرُ عُمْقِي؟
كَيْفَ تُسَافِرُ فِي صَحْرَائِي عَبْرَ تَجاويف ِ الأحْزَانِ،
وَ عَبْرَ شُروخِ اللَّيْلِ النَّازِفِ بَرْدًا..؟
كَيْفَ تُحاصِرُ أَحْصِنَتِي..
وَ تُخاصِرُنِي ،
وَ تُعانِقُنِي،
وَ تُشَكِّلُنِي،
مُختاَلاً فَوْقَ مَنَابِرِ أَحْلامِي
وَ جِراحِي ..
كَيْفَ تُراقِصُ قَلْبِي فَوْقَ شُعاعٍ يَغْفُو فِي الْعَتباتِ ؟
وَ كَيْفَ تـُؤبِّـنُ جُثمَانِي..
صَلَوَاتي..
أَضْوَائي الرَّعْناء وَ مَلْحَمَتِي؟
وَ ضَفَادِعُكَ السَّوْدَاءُ تَنِقُّ زُعاقًا..
فِي كَأْسِي،
كَيْ تَقْصِفَ قَلْبِي،
تَأْتِينِي مُغْتالاً في جَمَراتِكَ عِشْقِي..
تَقْطَعَ أَوْرَاقِي منْ بُرْعُمِهَا..
زَهَراتِي مِنْ دِمَنِي.
3) ............
يَا هَذا الضِّدُّ الْقَاهِرُ،
خُذْ رَيْحانَةَ عِشْقٍ مَا ظَمِئتْ،
وَ اتْرُكْ أَشْلاَئِي تَلْتَهِمُ الْعِصْيَانَ..
تَقومُ كَما الْعَنْقَاءُ مِنَ الْجَمْرِ.
4) ............
يَا هَذَا الْعِشْقُ الْقَفْرُ..
تَنَاسَلْ مِنْ زَهْرِي،
أَلْهِمْنِي مِنْ وَحْيِ الإِشْرَاقِ،
مِنَ النُّجُمِ الْعُلْيَا،
خُذْ ذَاكِرَةَ الْقَلْبِ الْمَهْزُومِ..
خُذِ الأوْتَارَ..
وَ سِرَّ جُمَانَةِ أَلْحَانِي..
يَا سِرْدابَ الزَّمَن الْمُتجاسِر،
خُذْنِي مُنْتعِشًا..
مِنْ خَمْرَةِ أَشْوَاقِي..
نَغَمًا،
لَهَبًا..
مِنْ آصِرة الْعِشْقِ الْغَجَريِّ..
مِنَ الصَّلَواتِ نَشِيدًا ..
مِنْ زَبَدِ الْعُمْرِ الْمُتَكَسِّرِ فِي صَخْرِي..
خُذْنِي..
خُذْنِي..
خُذْ ذَاكِرَةَ الْوَلَهِ ..
خُذْ شَاهِدَة َالأحْزَانِ..
عَلَى قَبْري..
عَمِّدْنِي بِالْفَرَحِ..
عَمِّدْنِي بِالْفَرَحِ..
فَالرِّيحُ تَنوءُ كَمَا الأَشْبَاحُ ..
بِوَادٍ مِنْ سَقَرٍ..
وَ الظُّلْمَةُ جَاثِمَةٌ،
كَالصَّخْرِ عَلَى صَدْرِي.
5) ............
يَا هَذَا النَّجْمُ الْمُنْبَلِجُ،
يَا هَذَا الْعَازِفُ أَلْحَانِي،
يا فُرْجَةَ ضَوْءٍ ..
أَقْوَى مِنْ بَصَرِي،
غَرِّدْ فِي مُنْتَجَعِي،
وَ انشُرْ أَنْوَارَكَ فِي ظُلَمِي..
كُنْ مِرْآتِي،
كُنْ آهَاتِي،
كُنْ لَوْنَ دَمِي،
وَ صَدَايَ النَّازِفِ مِنْ غَضَبِي..
مكناس 15/09/2011