سيدة النبع المهيبة
الاستاذة عواطف عبد اللطيف
بدايةً .. أهلاً وسهلاً بكِ سيدتي وَيسرّني كثيراً انّ عنوان النصّ قد لفت انتباهكِ وَكان عامل جذب لذائقتكِ السامقة وَلينعم الخاطر باثراءكِ الغزير له وَرفده من خلال أبيات شعريّة لأحد عمالقة الأدب العربي " ابو تمّام " وَقصّة جرت من خلال مشاهداتك اليوميّة على أرض الواقع .
نعم سيدتي .. كانَ بوسعي أن أضيفَ على النصّ بما يتعدّى الصفحة والصفحتين والثلاثة لحد "الإشباع ".. لولا التزامي بقواعد الخاطر وَ أن لايفقد النصّ جماليته وَذوقه بالإطالة وَخاصةً وَهوَ يتطلب التركيز العالي من المتلقّي ..
في الحياة اليومية مشاهد وصور ..ومواعظ وعِبَر .. وقد أفادني أحد الأخوة الأجلاء من خلال نفس النصّ بمقولة لأحد الشعراء وَقد استفدّت منها الكثير الكثير " لاتوقظ الصمت ولاتعانق الدخّان .. ولاتحطّم جرّة الزمان ..لاشيئ غير حفنة من زبد البحار .. وما تثيره العواصف والرياح من غبار " واسترسلت من خلال تلكَ المواعظ بأنَّ للنفس حاجة وللعقل حاجات فمن غير المعقول وغير المنصف أن تعمّر داراً بخراب ألف دار .. وَتذهب ذاكرتي بين الفينة والأخرى الى رائعة "نجيب محفوظ" بينَ القصرين .. وكيفَ وظّفَ "سي السيد" امكانياته ورباطة جأشه لينصف عشقه معَ اهله .. نعم هناكَ شواهد كثيرة في الحياة .. فيوجد أعظم من " سي السيّد" .. وهيَ قصّة لأحد أصدقاء والدي رحمه الله تعالى يسمّى "سيد حسين" رحمه الله .. فعندما توفى وطيلة الثلاثة أيام من نصب الفاتحة كانت تتردد أمرأة ومعها طفلين بعمر الثمان والعشرة سنوات .. وبعدَ الخاتمة سألتها زوجة المتوفي وأبنائه عن صلتها بهم .. فقالت أنا زوجة المرحوم وهؤلاء أبنائه .. فتفاجأ الجميع بذلك حتى انَّ زوجته الأولى من شدّة هول المفاجئة التّي أنستها وفاة زوجها قالت " لو كنت أعلم بهذا الخبر لما نصبت على روحه الفاتحة ذلك الكذا والكذا مما دفع أبنائها لإسكاتها خشية من الموجودين آنذاك.. ههههههه . ربما أطلت عليكِ .. أعذريني على الاطالة لاسيما ونحن في كنف عصر السرعة ولكنني أردت أن أجيب على ماتفضلتي به .. ياترى هل الحب الأول شرارة .. وهل دائماً يبقى محتفظاً بناره .. وهل للزمن أحكامه ؟ بل الحب الأول مشكلة كبيرة تتبناها العاطفة لتقع بجدال وَ مشاكسة مستمرة مع العقل . والسؤال ياسيدتي هوَ .. من سينتصر في النهاية ؟ العاطفة أم العقل والفتى مجبولٌ
على الحبيب الأول كما قصد " أبو تمّام "
مع فائق الأحترام والتقدير .