جميل بثينه من اشهر شعراء الغزل العذري نشا نشاة ابناء الباديه في وادي القرى شمالي المدينه المنوره على طريق الشام حيث كانينزل قومه بنو عذره
كان ابوه ذا مال وقدر في اهله فاورث هذا في نفسه الجراه على ارتياد ديار محبوبته بثينه التي تنسب الى بني عذره ايضا فكانو يجدونه في مضاربهم فلا يجترئون على قتله على الرغم من ان الواليكان قد اهدر دمه وانما كانوا يكلمون اباه في ذالك حتى اغلظ له ابوه القول فكف عنها حينا
اصلي فابكي في الصلاة لذكرها=لي الويل مما يكتب الملكان
ضمنت لها الا اهيم بغيرها=وقد وثقت مني بغير ضمان
جميل بثينة - حياته
اسمه و نسبه: هو جميل بن معمر بن الحارث بن ظبيان وهو ينتسب الى معدّ وهي مضريّة
قرشيّة حيث يقول:
أنـا جميـل فـي السّنام مـن معـــدْ =فــي الأسرة الحصداء والعيص الأشد
ولكن شهرة جميل تعود الى انتسابه الى قبيلة عذرة كما تعود الى انتسابه الى حبيبته
بثينه وأحيانا الى جده معمر. وكنيته أبو عمرو.
أما قبيلته عذره فقد كانت تقيم في وادي القرى بين الشام والمدينه وكانت على قسط
وافر من الخصب والخيرات . أمّا موقعهم السياسي فقد كان يتصف بالاعتدال لأن أيامهم وحروبهم كانت قليلة الذكر حيث أنهم أشتركوا في فتح بلاد الشام .
والعذريون: اشتهرت تاريخيا بالعشق فقد زعم العرب أن بني قبيلة عذرة اشّد النّاس عشقا وأنّ قلوبهم رقيقة وعاطفتهم جيّاشه وأن شبّانهم وبناتهم على درجة كبيرة من العفاف.
والده :
كان أبوه عزيزا في قومه مقدّما في عشيرته يحسب له في بطون قضاعه كلّها حساب كبير،
ولهذا توجّهة أليه مشايخ بني الأحبّ لمّا هجاهم الشاعر وغشي بيوتهم وشبّب بنسائهم وهذا يدلّ على مكانة الرجل ولولا ذلك لكانوا سعوا الى قتله ولا سيما أنّ السلطان كان قد أهدر لهم دمه.
كان أبا جميل رجلا فقيرا معدما لذلك أنتسب جميل الى جده معمرحتى عرف بجميل معمر وكانت أمه من قبيلة جذام التى يقال أنّها يمنيّة الأصل وكانت علاقته في أمه مفقودة تماما وربما تكون ماتت في حداثة ولدها الشّاعر والا كان الرواة ذكروها في الأخبار الأسطوريه التي نسجوا خيوطها حول الشّاعر على غرار ماذكر عن أمّ المجنون التى كانت على صله بليلى عشيقة ولدها.
وقيل أن لجميل أخت وصفت في شعر أحد الشعراء وصفا جسديا أقرب الى التشهير فغضب جميل حينئذ فواعده للمراجزة .
أمّا هيئته فكان حلو القسمات طويل القامة عريض المنكبين تيّاها بهندامه منظورا أليه في بزّته وعزّة قومه .
اخلاقه :
كان جميل كريما ينفق من سعته على البائس والمحروم ويهب من يحبه من الشعراء المنح والكسى وكثيرا ما كافأ الوسطاء بينه وبين صاحبته بمنح العطايا وخلعه ما يملك من برود.
ولا يستبعد هذا الكرم ايضا رغبة في كسب ود النساء عامة وبثينة خاصة، لانّ المرأة لا تحتمل الرجل البخيل مهما عظمت مكانته وحسنت هيئته،
حتى كان يستعظم المناداة باسمه في الطريق ويعتبرها امرا لايسكت عنه الا اذا كان المنادي ذا مكانة فيتساهل معه.
قصة حبه
كان جميل ينسب بأم الجسيروكان اوّل ما علق بثينة انّه أقبل يوما بابله حتى أوردها واديا يقال له بغيض، فاضطجع وأرسل ابله مصعدة،وأهل بثينة بذنب الوادي،فأقبلت بثينة وجارة لها واردتين الماء فمرّتا على فصال له بروك فعرمتهنّ،وهي اذ ذاك جويرية صغيرة ،فسبّها جميل،فافترت عليه فقال:
وأول ما قاد المودّة بيننا =بوادي بغيض يا بثين سباب
وقلنا لها قولا فجاءت بمثـلـه =لكـل كلام يـا بثين جـواب
و قيل انّ جميلا خرج في يوم عيد و النساء اذ ذاك يتزيّن ويبدو بعضهنّ لبعض.
فروسيته :
كان جميل فارسا من شعراء الأدب العربي و كانت حجتهم انّه لا يمكن ان يتمثّلوه على مسرح الحياة بغير سيفه وفرسه،يقتحم بيت صاحبته دون مبالاة بأهلها.
وقيل أنّه استدعاها يوما وعلم أهلها فرصدوها ولمّا فقدوها تبعها أبوها وأخوها حتى هجما عليهما فاتقياه بالهرب.
ناشدته بثينة الله ألا انصرف و قالت له: إن أقمت فضحتني،ولعل الحيّ أن يلحقوك فأبى وقال:
أنا مقيم وأمضي أنت وليصنعوا ما أحبّوا.
فلم تزل تناشده حتى انصرف.
وقيل أنّ رجولته هي التي فتنت بثينة فتعلقت به وأحبّته برغم تهوره.
وقد دفعه هذا التهور إلى الحماقة .