اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منوبية كامل الغضباني ماذا في روزنامة الأيّام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ قد يكون يوما كأيّام كثيرة مضت وقد يكون يوما فوضويّا مخضّلا أثيرا يوم عيد ... يوم ذكرى ... يوم أمنية ... يوم شجن .. يوم أسى لا بلسم له . تساءلت ماذا يمكن أن يقع في مثل هذا اليوم ليكون الفرح فيه مُدبّرا منشودا. كان بالإمكان أن يُنثر في ساعات منه على شاطئ بحر بعيد في فلك من الدّفء والألق والضّياء الطفولي..فيرمي وراءنا ركمات زمن تلاشى ... كان بالإمكان أن يُراق في شارع طويل تحت زخّّاّت مطر بيضاء ويُصرف ُفي هذر شائق عذب مع صديقة أوصديق يتقن الهذرويُختمُ بقهوة لذيذة في زاوية معزولة تبحر كلّ فضاءاتها وإتّجاهاتها الى أفق رحب ..أمنيتي هذه تبدو مأخوذة من قاموس الشّعراء لكنها بسيطة وليست كثيرة على نفس شفّافة شفيفة الى حدّ الذّوبان فكم تكلّفنا فرحة كهذه ...؟؟؟؟ ليس الاّأن يكون الواحد منّا عازما ومصرّا على أن يقذف بحاسوبه وربّما بهمومه ويفسح لنفسه فسحة عذبة تتطهّر فيها النّفس من غبار ودموع وحزن...وربّما من سقم ينخر ما تبقّى من عظمه... ستقولون حتما لو أطلق كل واحد لنفسه العنان ستختلّ الدّنيا وينقلب نظام الكون بعد اتّساعه .... ولكن لا مجال لخوف فمعظم أمنياتنا مجمّدة في قفص مستحيلها مع هسهسات الحالمين .لا أدري لماذا يلازمني الإحساس بضيق الوقت ... ضيق يأكل أمانينا البسيطة ويصادرها فنتراجع عن أحلام بسيطة لنستفيق على محنة الوقت وترتيبه وعسرتوزيعه ما أصغر اللّغة وما أعجزها أهذا فعلا ما كنت أودّ اأن أقوله قد يكون ولكني أشعر أنّه ليس تماما ما كنت أنويه بل لعلّ ما قلته تشوّها ..ربّما أعمق الكلام هو الذي لا نقوله ولعلّنا اذا قلناه انصرف في المسافة الفاصلة بين الفكرة والنّطق به المهمّ عندي الآن أني امتلأت بكآبة .. هذه الكآبةالتّي تنزل بندف ثقيلة فأحسّني واهنة واهية لا أقدر على حمل نفسي وغير قادرة على وضع ما حولي في مداره الصّحيح ... الآن وانا أكتب خاطرتي وفي خضّم حزني شعرت أنّه ليس أروع وأمتع وأشّف من جلسة طويلة مع كلّ الذّين نكنّ لهم المحبّة والمودّة...ربّما قريب قادر على شدّ النّفس وغمسها في نعيم الذّكرى ... ذكرى طفولة نزقة مرميّة على حافة جدول التّذكّر العصيّ . ذكرى أزمنة طفوليّة بحكاياها وتفاصيلها لكن هيهات يمرّ الوقت فلا نتفطّن .. .يخزنا الوقت فنلملم شتاتنا ونقوم لنعود الى رتابة أيامنا ووقتنا... روزنامة الأيام...كم أشفق عليها يا منوبية..فهي تشاطرنا كل حالاتنا..نثقل كاهلها بمواسم فرحنا ومواسم حزننا..ندون فيها المهم وغير المهم..وحدها تلملم تناقضاتنا وتجمع وجهاتنا... أوجعني نصك يا غالية لإنني رأيت كآبتك تطل من بين السطور..سمعت تنهيدة عميقة حيرى تجول بالمكان... لنرسم نحن شكل أيامنا ونلونها بالتفاؤل..سأكشف لك سرّ يا منو...اكتشفت أن سعادتنا لن يمنحنا اياها أحد..نحن من نصنعها ونحن من يغتالها...لن يقدر أحد على منحنا سعادة لا نساهم في صنعها... لننظر حولنا منوبية ونقتطف ما تيسر من زهر التفاؤل..لنتفادى شوك الصبار حتى لو أغوانا بزهره الفتان...كم نحتاج لأن نتصالح مع أنفسنا..نمنحها الكثير من الوقت ونمنحها الكثير من الاهتمام..كم نحتاج لأن نقلل من حجم توقعاتنا في الأخرين حتى لا نفقد الثقة في حكمتنا وقدرتنا على الفهم والتحليل...كم نحتاج لأن ننصف قلوبنا المتعبة بأن نصطحبها في رحلة نقاهة بعيدة عن كل ما يربك نبضها...كم نحتاج للصدق...الصدق يا منوبية هو الشيفرة المفقودة في زمننا المخضب بالزيف والخداع.. رتبي رزنامتك غاليتي بحيث تكونين فيها أنت على رأس الأولويات...لا تخافي ..هذه ليست أنانية على الإطلاق...لكن هكذا يكون التصالح مع النفس الذي يقودنا للتصالح مع الدنيا بأسرها مهما عاندتنا وصدمتنا وقهرتنا بمتناقضاتها... تشبثي بأحلامك..هي كالطائرات الورقية الملونة التى تبهجنا عندما يداهمنا الحزن...ارمي ساعتك بعيداً..لا حاجة لنا لأن نعيد شعور لجان الإمتحانات..لا حاجة لنا لأن نظل تحت رحمة عقارب الساعة التى تسرقنا من أحلامنا... تعالي غاليتي لنشرب فنجان قهوة ولو افتراضياً...فكري بصوت عال وسأسمعك بعقلي ونبض قلبي...كم نحتاج لمن يسمعنا بصدق...هل جربتي أن تستمعي لأحد دون أن تتحدثي ...شعور جميل..فليس بالضرورة أن نكون دائماً المتحدثين... أكرر لك غاليتي...سعادتنا نحن من يصنعها... منوبية الغالية كوني سعيدة..لوني رزنامتك بالوان الفرح والتفاؤل..اغرسي حلم من أحلامك على ناصية كل يوم جديد..لا يهم أن يتحقق الحلم بقدر ما نحاول.... لن أقرأ ما خطه قلمي هنا..لقد قرات نصك ووجدت نفسي أحادثك بتلقائية.... محبتي، سلوى