اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلوى حماد روزنامة الأيام...كم أشفق عليها يا منوبية..فهي تشاطرنا كل حالاتنا..نثقل كاهلها بمواسم فرحنا ومواسم حزننا..ندون فيها المهم وغير المهم..وحدها تلملم تناقضاتنا وتجمع وجهاتنا... أوجعني نصك يا غالية لإنني رأيت كآبتك تطل من بين السطور..سمعت تنهيدة عميقة حيرى تجول بالمكان... لنرسم نحن شكل أيامنا ونلونها بالتفاؤل..سأكشف لك سرّ يا منو...اكتشفت أن سعادتنا لن يمنحنا اياها أحد..نحن من نصنعها ونحن من يغتالها...لن يقدر أحد على منحنا سعادة لا نساهم في صنعها... لننظر حولنا منوبية ونقتطف ما تيسر من زهر التفاؤل..لنتفادى شوك الصبار حتى لو أغوانا بزهره الفتان...كم نحتاج لأن نتصالح مع أنفسنا..نمنحها الكثير من الوقت ونمنحها الكثير من الاهتمام..كم نحتاج لأن نقلل من حجم توقعاتنا في الأخرين حتى لا نفقد الثقة في حكمتنا وقدرتنا على الفهم والتحليل...كم نحتاج لأن ننصف قلوبنا المتعبة بأن نصطحبها في رحلة نقاهة بعيدة عن كل ما يربك نبضها...كم نحتاج للصدق...الصدق يا منوبية هو الشيفرة المفقودة في زمننا المخضب بالزيف والخداع.. رتبي رزنامتك غاليتي بحيث تكونين فيها أنت على رأس الأولويات...لا تخافي ..هذه ليست أنانية على الإطلاق...لكن هكذا يكون التصالح مع النفس الذي يقودنا للتصالح مع الدنيا بأسرها مهما عاندتنا وصدمتنا وقهرتنا بمتناقضاتها... تشبثي بأحلامك..هي كالطائرات الورقية الملونة التى تبهجنا عندما يداهمنا الحزن...ارمي ساعتك بعيداً..لا حاجة لنا لأن نعيد شعور لجان الإمتحانات..لا حاجة لنا لأن نظل تحت رحمة عقارب الساعة التى تسرقنا من أحلامنا... تعالي غاليتي لنشرب فنجان قهوة ولو افتراضياً...فكري بصوت عال وسأسمعك بعقلي ونبض قلبي...كم نحتاج لمن يسمعنا بصدق...هل جربتي أن تستمعي لأحد دون أن تتحدثي ...شعور جميل..فليس بالضرورة أن نكون دائماً المتحدثين... أكرر لك غاليتي...سعادتنا نحن من يصنعها... منوبية الغالية كوني سعيدة..لوني رزنامتك بالوان الفرح والتفاؤل..اغرسي حلم من أحلامك على ناصية كل يوم جديد..لا يهم أن يتحقق الحلم بقدر ما نحاول.... لن أقرأ ما خطه قلمي هنا..لقد قرات نصك ووجدت نفسي أحادثك بتلقائية.... محبتي، سلوى سلوى الغالية كم نحسّ أحيانا برغبتنا في انتهاك الوقت واعادة تركيبه وترتيبه وفقا لمزاجنا في أدقّ تفاصيله ... فرتابته أحيانا وزخمه حينا آخر وتواتره بالسرعة المذهلة يشكّل ضغطا يا سلوى علينا ... فتمرّده الهائل يضاعف عمق ضياعنا ويمارس علينا وجعنا على أنفسنا في خضّمه........ أذكر يا سلوى أنّي قرأت لك كلاما عن تأثيير تغيّر الوقت وأنت في كندا وإنقلاب الليل الى نهار والنّهار الى ليل وعمّا انتابك من أرق. فأختلال مواعيد الليل والنّهار يقضّ المضاجع ويوتّر الأعصاب كأنّه الإنقلاب الذي يفسد مواقيتنا ومواعيدنا... ولكنّها تظلّ منعشة في حياتنا وروزنامة أيّامنا. ايتها الغالية سلوى دعوتني الى أن أرمي ساعتي بعيدا وأتخلّص من ربقة الوقت وأجراس ساعتي الحائطيّة المثبتة أمامي على جدار غرفتي....سأفعل ياسلوى وها يدي تمتدّ اليها لتخرسها حتى يكون الإبحار الى عوالم الحلم هادئا بعض الشّيئ... وتعالي نتقاسم فنجان قهوة على نخب قتل الوقت ووانعاش عنادنا تجاهه ردّك يا سلوى تفوّق على نصّي فكم أعجبني ما فيه من مشاعر وتلقاية وبهاء ...وكم مسّني . كوني بخير يا صديقتي وأسعد اللّه كلّ أوقاتك .
لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ: سيِّدةً حُرَّةً وصديقاً وفيّاً’ لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن ومُنْفَصِلَيْن’ ولا شيءَ يُوجِعُنا درويش