عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-2014, 06:10 PM   رقم المشاركة : 10
أديبة
 
الصورة الرمزية ميساء البشيتي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ميساء البشيتي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: أسرار صغيرة .. إلى روح الشاعر " محمود درويش "

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى آل حسين نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   القهوة اليوم .. في هذا الفضاء الذي يحتوي روحك في بيت من بيوت القصيد .. أصبحت بطعم الحنظل .. القهوة اليوم تفتقد إلى سكر حديثك .. تفتقد إلى شهد الكلام .. فليس سواه المرار يغمر حياتنا .. كما تغمر الثلوج قمم الجبال
/
/
القهوةُ هي هذا الصمت الصباحي الباكر المتأني،
والوحيد الذي تقف فيه وحدك مع ماء تختاره بكسلٍ وعزلة،
في سلامٍ مبتكرٍ مع النفس والأشياء.
وتسكبه على مهلٍ في إناء نحاسي صغير وداكن وسري اللمعان، أصفر مائل إلى البني.
ثم تضعه على نار خفيفة، آه لو كانت نار الحطب !
والقهوةُ هي مفتاحُ النهار.
هي أن تصنعها بيديك، لا أن تأتيك على طبق.
لأن حامل الطبق هو حامل الكلام. والقهوة الأولى يفسدها الكلام الأول،
لأنها عذراء الصباح الصامت. الفجر نقيض الكلام،
ورائحة القهوة تتشرب الأصوات ولو كانت تحية رقيقة مثل “صباح الخير” وتفسد.
لأن القهوة، فنجان القهوة الأول، هي مرآة اليد.
واليد التي تصنع القهوة تشيع نوعية النفس التي تحركها.
وهكذا، فالقهوة هي القراءة العلنية لكتاب النفس المفتوح،
والساحرة الكاشفة لما يحمله النهار من أسرار.
لا قهوة تشبه قهوة أخرى،
وليس هناك مذاق اسمه مذاق القهوة. فالقهوة ليست مفهوماً،
وليست مادةً واحدة، وليست مطلقاً.
لكل بيتٍ قهوته، ولكل يدٍ قهوتها، لأنه لا نفس تشبه نفساً أخرى.
القهوة مكان. القهوة مسام تُسرِّب الداخل إلى الخارج،
وانفصال يوحد ما لا يتوحَد إلا فيها هي رائحة القهوة.
هي ضد الفطام. ثدي يُرضع الرجال بعيدًا.
صباحٌ مولود من مذاقٍ مُرّ، حليبُ الرجولة. والقهوةُ جغرافيا.
والقهوة لا تُشرب على عجل.
القهوة أخت الوقت. تحتسى على مهل.. على مهل.
القهوة صوت المذاق، صوت للرائحة.
القهوة تأمل وتغلغل في النفس وفي الذكريات.
/
/


وأي قهوة من بعدك يا شاعر المقاومة
قالها يوما في رثاء الكنفاني :
أن تتعامل مع الموت
أن تُقدِّم طلب انتسابٍ الى دمِ غسان كنفاني
ليست أشلاؤك قطعا من اللحم المتطاير المحترق
هي عكا وحيفا والقدس وطبريا ويافا
طوبى للجسد الذي يتناثر مدنا
ولن يكون فلسطينيا من لا يضمُّ لحمه من الريح وسطوح منازل الجيران وملفات التحقيق
من أجل التئام الأشلاء
أين نحن الآن من كل هذا ....!!!

رحمك الله وأسكنك فسيج جنانه
الجميلة ميساء
تحية معبقة بعطر الجليل وبرتقال يافا تليق بكِ وبنبضك عزيزتي
ودي وتقديري نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



ليلى آل حسين
مساء البهاء والجمال
كتبت كثيراً هنا
ولكني قرأت أكثر
كل حرف كتب هنا فتح لي من الآفاق الكثير فالأكثر
ما أجمل أن يفتح لنا الحرف أبواباً
شكرا لك لأنك كنت هنا ولأنك أخذت بيدي إلى الكثير من عواصم كانت لنا
بوركت أينما حللت

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة












التوقيع

" طوبى للجسد الذي يتناثر مدناً. "
محمود درويش

  رد مع اقتباس