الموضوع: ارث الطفولة
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2014, 04:05 PM   رقم المشاركة : 1
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية علي التميمي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :علي التميمي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 تساؤل
0 على دكّة الحنين
0 قل صباح الخير

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي ارث الطفولة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة





أشعرُ وكانّني سـ أتركُ إرثَ الحزنِ
الى أحفادي
وانّ كلَّ الشعرِ ليسَ كافياً
لـ وصفِ هذه الغمّة ِ
الجاثمةِ فوقَ صدرِ هذهِ الأمةِ
حتّى انّ صبري قدْ طالتْ لحيتُه
المتسخةُ بالأملِ
و أنا أقايضُ أهمّ أيامي
بعمليةِ تصديقِ اكاذيبِ السياسةِ و الوطنِ
بينما يستهلكني الفقرُ و الحرمانُ
فأيُّ تركةٍ و أيُّ وصيّةٍ
سـ يُنقّب ُعنها الأبناءُ و ما بعدهم
كي لا يقوموا بـ لعني
و أنا أقصُّ عليهم منْ ثراءِ التراثِ , اجملَ القصصِ
و من ثروةِ العزةِ بالنفسِ , نخيلَ الاباءِ
و من أرصدةِ الحكاياتِ القديمةِ , صورَ الأمسِ
و فرحة أبي حينما كان يبتاع شاكيتا ً
من أسواقِ " الميدانِ " الشعبيةِ
ما أجمل من ذلك المشوارِ الدافئ
في مرافقةِ الرجلٍ المسنٍ
الذي يحدّثُكَ عن معالمِ مدينته
ونحن نجوبُ الأبنيةَ الكلاسيكية
وما أجمل من استنشاقِ توابلِ الغداءِ
في أزقّةِ " الكفاحِ " القديمةِ
ما أجمل من ان تتناولَ وجبةَ افطارٍ محمولةٍ
في سوقِ " الصدرية "
و انت تنصتُ لـ لهجةٍ بغدادية ٍ
تشعرك بالانتماءِ
حينما كان الحديثُ عن المستقبلِ أجملَ من المستقبلِ
ما أجمل من مجالسةِ جدّتي
حين تفتل جديلةَ شعرِها ذاتَ الحنّاءِ
فيتساقطُ الماضي الجميلُ ذو اللونينِ الأبيض و الأسود
و كنوز الطيبةِ الكامنة فيه
ما أجمل من صندوقٍ من خشبِ السنديانِ
يلمُّ شملَ أشيائي الجميلةِ
و ألبومات الذكريات الّتي ترسمُ على شفاهِنا البسمة
ما أجمل من مجيءِ عيدٍ
نأكلُ فيه " البالوتةَ "
ونبتاعُ البالوناتِ المختلفة الألوانِ والأشكالِ
وعيوننا تفيضُ بالرضا
وما أجمل من يومٍ شتويٍّ
يصطحبني به أبي
لـ حمّامِ " الفضلِ " العام
و تناول ُ " الكبّة " في " سوق الصفافير "
ما أجمل من قراءةِ نصٍ
في شارعِ المتنبّي
حتّى أدركني الكبرُ
و وهنتْ عظامُ صمودي بـ وجهِ قساوةِ الواقعِ
و اشتعلَ الرأسُ بـ نياشين الهموم ِ
وكلُّ حدثٍ نسيته
و كلُّ قصّةٍ أضمرها الزمنُ المغبرُ
وكلُّ حكايةٍ جميلةٍ استأصلها نسياني
وكلّ إرثٍ نفيس ٍ
أودعتهُ في جيبِ تلابيبي الممزّقةِ بـ فعلِ الحروب
كان شاهداً
وشامخاً كـ هرمِ خوفو
كـ أيفل العظيمِ
كـ صمودِ أبي حينما تحلّ المصائبُ ضيفاً
و كلَّ ذلك كان مكتوباً
على لوحِ جبهتي الأسمر
.
.
.
علي حسين التميمي
11 كانون الأول 2014












التوقيع

قد يُبتلى المـرءُ في شيءٍ يفارقـهُ
فكنتَ بلوايَ في شوقي وفي قلقي

آخر تعديل علي التميمي يوم 12-11-2014 في 04:09 PM.
  رد مع اقتباس