الموضوع: أومأت لي
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2015, 04:19 PM   رقم المشاركة : 1
شاعر
 
الصورة الرمزية ماجد الملاذي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ماجد الملاذي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي أومأت لي

أومأتْ لي






لقد عجبتُ لها ، تأتي ، وقد سُبـِكَتْ

أسطورةً للورى ، في أوّل الغسقِ


في وقعِ خُطوةِ ظبيٍ مرَّ ، فاندلقتْ

حولي معاسلُ 1 طيبِ الفلّ والحَبَقِ



أومَتْ تـُخالـِسُني بالعينِ ناحـِيـَةً

كانتْ تدوِّنُ فيها رقعـَة َ الوَرَقِ


فـَرُحْتَ أنـْقـُلُ أقدامي على وَجَفٍ 2 ،

مُحـَزّمــاً ببقايا الرَّوعِ من رمَـقي


مدارياً هَمساتِ الفكرِ ، واشْتـَعلتْ

بيَ المجامرُ من إيمــائِهـا 3 اللبـِقِ


***

ما للطريق الـَّذي قدْ كانَ مسلـَكُهُ

سَهْلاً ، يُصابرني 4 كالغادرِ النـَّزِقِ


أخطوهُ مُرْتـَعِداً . يـَبْـدو كأنَّ بـِهِ

أصابعاً أدْمَنـَتْ ضَغـْطاً على عُنُقي


حتّى إذا قارَبَتْ رجلايَ مطرَحَها

بيــن المَوائِدِ ، في بُرْدٍ من الأرَقِ


لمحتـُهـا : أحْرُفاً وَرْدِيـَّـةً ، كـُـتِبـَتْ

بالعِطرِ ، جاثمةً في أسْفـَلِ الطـَّبَقِ


فضَضْتُها بيدٍ ، تبدو كأنّ بها

مساً يُزلزِلُها ، كالموهنِ الحَمِقِ


تألّقتْ : بوحَ مشتاقٍ ، وثمّ هوىً

في الصَّدرِ يخفُقُ من شوقٍ ومن شبَقِ


سارَقْتُ أحرُفـَها ، والقلبُ يعزفُ في

أضالعي أغنياتِ الوالهِ الغَرِقِ


وطالعتْ مقلتي الكلماتِ شاردةً

تَدورُ ساهِمَةً في حالقِ الأفُقِ


* * *
قالتْ : ألسْتَ الذي شَبَّبْتَ من وَلـَهٍ

بيَ : الأقاصِيَ في إنشادِكَ العَبـِقِ.؟


إني حَرِصتُ زَماناً أنْ أبوحَ به ،

فاخْرزْ كلاميَ في أذنيكَ كالحَلـَقِ .!


( إنْ كانَ بوحُكَ للتزْيينِ ، فاخْلُ به .

أوكُنْتَ تَحمِلـُهُ للحُبِّ ، فامتـَشِقِ )


* * *
ياقلبيَ الهائمَ المجنونَ ، كمْ رَقـَصَتْ

على شِغافِكَ غيدُ الغابرِ الشمِقِ5


لكنـَّني لمْ أجـِدْ عَذبــاً كطـَلـَّتِهـا ،

ومثلـَها حُلوةً في الغيـــدِ لمْ أذُقِ


فلا يُسارقها طرفي على ولـَـهٍ ،

إلـَّا وأسلمني حُلـْماً ، ولم يَفِقِ


* * *



المعاسل : خلايا النحل
الوجف : الخشية والاضطراب
إيماؤها : إشارتها
يصابرني : يستمهلني
الشمق : مرح الجنون






آخر تعديل ماجد الملاذي يوم 01-11-2015 في 10:45 AM.
  رد مع اقتباس