قد يكون عمري أو مامضى منه ألف عام...فما مر بي وبمن حولي أحداث تعادل ألف عام...تنقلت بين الموانئ والخلجان بزورق مكسور المجاديف وبشراع ممزق أبحث عن مرسى...وتنقلت بين محطات القطار أبحث عن مأوى...ومشيت حافيا فوق الشوك والرمال أبحث عن واحة أريح بها نفسي قبل جسمي الذي أجهده الترحال وأعياه المسير...لمحت على حاسوبي اسم نبع العواطف فقلت هنا أحط الرحال وأستريح...
قال لي شئ في نفسي...أين أنت من العواطف وقد ماتت في روحك وقلبك منذ سنين...؟؟ ألا تذكر يوم كنت بين عشرات الجثث المحترقه أغلبها أجساد أطفال ونساء...ألا تذكر يوم وضعنا كل طفلين في قبر..؟؟ ثم تجولنا بين الجياع العراة في صقيع الشتاء...لقد تعذبت عواطفك حتى الموت فلا تحركها حقول الورد ولا بسمة طفل زلا صرخة أرملة يقتلها الجوع وطفلها معها يستغيث..
قلت له ..صدقت..فمنذ عشرين عاما لم أذرف دمعة ولم ترتسم على وجهي ابتسامه
فعذرا يارفاق المنتدى...لقد جف الحبر في قلمي ونفدت مني الدموع..وغابت عني حالات الفرح ...الفرح يزورني ضيفا لايقيم...والحب قتلته مآسي الناس..بقي عندي نفحات حب تستوطن قلبي لكنها قليله منحتها لطفل...لاتكاد تكفيني...هو الواحة في بيداء حياتي...