
(17)
العزف الجارف
صاخب هو عزفي
على مسامع هذا الصباح
فتعالي يا أنت
تعالي نقتسم الوتر
و اخلعي
كعبكِ العالي
أحتاج رقة قدميك
لتلهب أوتاري بحرارتها
تعالي نعتلي طبقات
اللحن فكم هي شاهقة
هذا الصباح
وكم هو جرئ
مجون الرقص
ألم اقل لكِ
طقوسي
عالمٌ أخر وفيض أخر
تعالي
فمن النبض ما يٌثمل
فقط أفرغي ذاتكِ هنا
على حدود أوتاري
فلا أحتاج إلا
إذنان تسمعان
وساقان جريئتان
كمهر صغير يود
تعلم الركض
فسابقيني إيتها الصهباء
وأمتطي جوارحي
غنجاً ودلل
وأندي جبيني عرقاً
لأُجاريك
يا غجريه النبض
وحافية القدم
يامن
تمتهنني كنشوة
وأرتسم على جبينها
كالعرق عند
الغضب
هيا أيقضي أبجديتكِ
ال نامت في قصور الترف
على وسائد شهريار
أسمعيني طرب الأولون
من سلاطين العرب وقياصره
الروم ..
ماجننٌ يا أنتِ عزفي
وفاسقٌ عزفي أن لم
يميع ويميع بهاتين
القدمين ..
تعالي
وضعي تاج الياسمين
على رأسكِ
إغريقي ٌ أنا ولدَ
ببحر واحتضنته
الصحراء
فكنعانيتكِ لا تعنيني
ولست من بني
إسرائيل لأخذل
موسي
فأنا من أحفاد شيشنق
وهانيبال
أنا من حكمت بلاد
النيل لقرون
أنا من أرض السلفيوم
المنقرض
إسدلي عقيصة شعركِ
يا أنتِ وقطعي
أزرار الخجل
فقد شرَّعتُ
لكِ ستائر
صدري
فدعي أنفاسي
تتلاعب بكِ
فمن مثلي لا تثمله
كؤوس الخمر فقط
تعالي
وأعتلي مِنصتِي
وشاركني صخب
نبضي يا صباحي
الوارف وعزفيَ
الجارف
تعالي فقد
أَفَقْتِي على شفاهي
عطشاً
وتوسدتِ أحداقي
حلماً
تعالي
أسقيكِ غربتي
وعودتي
وأجمع لكِ غربيتي
العاهرة
وشرقيتي
العائدة بكِ
يا من جمعتني
كأحجية
وصاغتني
كالعقيق على صدرها
الممشوق
كهمزة بأول
سطر
تعالي أغرِقكِ
في أعماق سطوري
وأرفعكِ فوق
الألف
وأنحني بكِ مع
الياء
تعالي
فلدي رغبة
بفك عقدة
الهاء
فيكِ
تعالي
تعالي
يا أنثي
أتت مابين
غروب
وشروق
فليلك لا صباح
فيهِ
فلن يشرق بعالمك
سواي ولن يمتطي
عنفوانكِ
الأزرق كالبحر
إلا قرصان
المتوسط
يا ابنة
الفلسطر
فإني فاتح لكِ
كعمر
ومقيم فيك
هياكلي
كسليمان
ألا تعلمين أنني
إسكندركِ
الأعظم
فهاتي يدكِ
وأعتلي نسائي
وملك يميني
وجواري مملكتي
عتباً ممرد لكِ
فلا تكشفي
عن ساقكِ
ك بلقيس
في حضرتي
فقد حرمتُ
على أعين
الثقلان
رؤيتكِ
تعالي
اليا ولملمي
نسلي التائه
في صلائب
مراكب الإغريق
وشعاب بني
هلال
تعالي
فإني في دمائي
الإستعمار
والبربرية
وبأحداقي
غرور السامية
تعالي لأجمع
فيك عوالم
الدنيوية
ألم تأتيكِ جنود
الأبجدية ..؟
فأنتِ
منتهي حلمي
وأقصي جموح رغبتي
يا من تقبعين وراء
الشمس
سأجعل بينك
وبين العالمين
سداً
....
(هامش)
عندما يرهف
بي العزف
أمتهن الحروف
آلات لا صوت لها
هكذا كما أمتهن
خصرك كالسيلو
وأصابعكِ
كالبيانو
فكل شهيقكِ وزفيركِ
بمسامعي لحن
كالناي
أكاد أكتبكِ على
الجدران والأشياء
فلم تعد الأوراق
تسع مارقة
يا أنتِ على
طبيعة حواء
طفرة في رحم
الدنيا
....
(عودة)
تعالي
وأنفري بشراييني
كالهرمون
يا امرأة أشعلتني
ناراً من حجارة
تعالي
و اعز فيني
صمتاً وحديثاً واجعلي
مني لفاهكِ
قيثارة
(إنقطاع)