قصيدة نثريّة ذات أبعاد فنيّة راقيّة امتدّ بها المبدع حيدر امتدادا روحيّا وجدانيّا بما جعلنا نتجاوز معه مداها لنقف على ما تغلغل في أعماقه .
توالدت شيئا فشيئا في وجدانه وجاءت متناسقة العبارات متناميّة الصّور من مقطع الى آخر لتشكّل في ترابطها وتلاحقها لوحة متناسقة فلا تنافر بينها ولا غياب للوحدة العضوية بين مقاطعها .
فهناك ادارة لحوار داخلي تفاقم في باطن حيدر من بدايته الى نهايته وقد جاء هذا المقطع بانطباع شخصيّ منه بُنيَ بناءشعريّا رقيقا جسّم بقوّة وبعمق احساسه وسرّبه إلينا باتقان واقتدار
حيدر الأديب
يعبر المغيب
الى اسماء
لهجت بها بلاغة التراب
يجلس الى قلوبهم
يقص عليهم وجعه الجزيل
ثم
يعود
ولا يعود
كما أنّ طغيان صيغة المتكلّم على الأفعال في هذا النّص أحالت المتلقي بصفة دقيقة على مدى الضّيق المتمركز والمحتشد في نفس الذّات الكاتبة
ولعلّ الخوض والتّعمق وتقصّي التّراكيب والمعاني الواردة في هذا النّص تحيلنا الى مايريده المبدع فعاطفته في الحبّ عالية وكلّ مفردة تلفظ بهذا العلوّ
قديرنا حيدر الأديب
مرور أوليّ على نصّك ورطّنتني فيه قراءة أولى عابرة وستكون لي عودة أعمق وأدقّ .
تقديري .
.gif)