عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2015, 06:42 PM   رقم المشاركة : 7
أديب
 
الصورة الرمزية حيدرالأديب






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :حيدرالأديب غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: قصيدة الومضة .. أضاءات \\ كريم سمعون .

حتى اذا لم نجد جذورا أو اصولا لهذا النمط من الشعر فيكفينا أن القران الكريم أستخدم هذا النمط من التركيب البلاغي ( التركيز / فتح الدلالة ) كأحد طرائق خطاباته الرائعة لتوصيل ما يريده وقصدت بفتح الدلالة انه يطابق كل مستوى من مخاطبيه اذ يفتح القرأن تجلياته عند كل قراءة ويتمظهر الأنسان عند كل تأويل وهنا تأخذ قصيدة الومضة هذا البناء الأسلوبي سواء كان الذين يكتبونها يعون هذه الحقيقة ام لا ويجب ان نضع في الحسبان ثبات الفارق بين النص الشعري والنص القراني وان استخدما ذات الأسلوب فالنص القراني فاعل والنص الشعري منفعل / واحدة من اليات فهم النص القراني نظام الأطروحة الذي يعمل على المستوى الأفقي لتحديد محطات الأنطلاق وتأسيس فضاء واسع للفتح العقلي وابتكار السؤال المتجدد لرحلة التكامل الأنساني من افق فضاء المعرفة الحقة الى افاق النفسة الكاملة ويعمل على سياق الأية القرأنية (سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى بتبين لهم انه الحق ) بينما نرى في النص الشعري ان واحدة من اليات فهمه هو الهرمنيوطيقا ( تعدد التأويل ) اذا ينفتح تاويل عند كل قراءة والقارئ هو منتج النص بمعنى لا ثبات هناك لأي دلالة مادام كل قارئ تكوينا ومزاجا مختلفا عن الاخر بمعنى ان في نظام الاطروحة النص ثابت بينما يتكامل الانسان وفق تجلي الدلالة في السير التكاملي عند كل مرحلة اذا يقابل كل فتح عقلي وشعوري ونفسي بقابله تجلي على مستوى النفس وعلى مستوى الافاق اما في النص الشعري ووفق الهرمنيوطيقا ان النص ينساق خلف القارئ ويتمثل به . كما ان النص القراني سابق الاهداف والغايات التي تنوعت وفق استعدادات البشر حتى وصل بها النبي الحبيب ص قاب قوسين او ادنى وو صل بها المقام المحمود بينما الشعر لا يراهن على المعنى بل انه يفر من المعنى الى منطقة الا اتفاق كي يبقي جذوته الشعرية مشتعلة واكتفي بهذه الفوارق كي ابين كيف يختلف النص القراني عن النص الشعري وان استخدما ذات الأساليب البلاغية
اذن ( التركيز / فتح الدلالة ) صياغة قرانية ومن التنويعات عليها قال تعالى
فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا
يا ايها المدثر قم فانذر
الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى
الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر
ولما كان ( التركيز / فتح الدالالة ) من ابرز خصائص قصيدة الومضة اذن خصائصها متوفرة في الأساليب القرانية وكفى بهذا دليلا على اصالتها وصحتها وهي بهذا بهذا تحمل اسلوبا لا يموت مادام القران لايموت اذن لا يضرها عدم وجود تاريخ لها بالرغم من وجود هذا التاريخ كقصيدة البيت الواحد او الاساليب البلاغية في المنتج الادبي العربي من خطب ورسائل واني لم اذكرها بسبب تعدد المشارب لكن القران لنا جميعا وبلاغته حجة
اضف الى ذلك ان الشعر قوة مرتكز في الذات البشرية اما شكله فهو مرهون بزمن وثقافة وتطلعات وتوجهات وابتكارات الذات بمعنى انه قوة يتغير شكلها وفق متغيرات وابتكارات الذات ومن هنا انبثق ( الشعر الحر / قصيدة النثر / النص المفتوح ) ومن هنا لا يضر قصيدة الومضة انها وليدة عصرها
ومن امثلة قصيدة الومضة المركز جدا قال احد الشعراء المعاصرين
كي لاتشقى
اقترح الله
بمعنى اقترح لنفسك قربا من الله كي تنجو

بالنسبة وعلى هذا البرهان قصيدة الومضة شرعية ورائعة وفذ من يكتبه
طبعا الحديث يطول عن خصائصها الاخرى من رمز وغموض وتأوبل لكني اكتفي بهذا القدر

عبد الكريم سمعون ايها المجدد المتطلع شكرا لروعة فكرك وقلمك ورائع ماكتبت انت

محبتي وتقديري جدا






آخر تعديل حيدرالأديب يوم 04-01-2015 في 07:32 PM.
  رد مع اقتباس