جديد مواضيعي سيطرح بعون الله تعالى في أكثر من مكان |
الرحلة الأخيرة
في رحلة عمر ٍ حطت الأمنيات رحالها على رصيف المحطة الأخير ،لون مقاعدها خريفي ، سقطت الأوراق من على لوحة إعلانات قد عبث الزمن فتشقق إطارها ، وعلى السطر الاخير من الورقة الاخيرة تعبس الكلمات متجهمة من انحسار أمنية ٍ حشوتـُها بالأمل، حروف تلوكها أضراس الوجع
حلم يلبس ثوب الوقاحة فقد أتى على ذكر الفرح، متعجرف ذلك الحزن يأبى الانحناء في لحظة يعلو فيها صوت أنين جرح ٍ تعفن منذ أمدٍ بعيد
ينسكب ملحُ ليالٍ لجلج فيها الظلام وانحسر فيها ضوء القمر، يزغ احيانا من بين طيات الأمل المرسوم بلون لا يعرف للزهو طريقا.
سألني احدهم عن تدوين ما أكتبه ليكون لمن بعدي عبرة أو أترك لهم بعضاً من خَبَر، على تلك وريقات مصفرّاء من جعجعة اللحظات ، فاخذت أعض شفتيّ قهراً.
أأترك لهم سواد الحرف؟
وهل عبق عطر كنت أبتاعه من نقاء صداقة البعض ليخفي رائحة ذلك الجرح المتعفن؟
أم أصف لهم كيف كنت أرقب أبخرة فنجان قهوتي الرخيصة الثمن؟
أشك في قدرتي على التعامل مع أديم عمر شققه قيظ الوجع فما عادت مياه الكون تعيده إلى نضارته ، ولا حتى مسوح من مسك التفائل قد يخفي معالم الانكسار
سأترك حلمي في حالة موت سريري، وأنتظر لحظة من قدر ٍ أترك فيها كل ما في خَلَدي ليرافقني ألى حيث لا أحد.
لن تبكي عليّ أبجدية رسم ٍ لحلم، فالريشة دوما تتفلت من بين أصابعي لأنها مولودة غير شرعية لزواج كان بين قدري والفرح الذي كانت بينونة طلاقهما كبرى