 |
اقتباس: |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى أمين |
 |
|
|
|
|
|
|
الرحلة الأخيرة
حتى العنوان يحمل دلالة الضبابية والتشاؤم ولكنه يحمل مع هذا تشويقا يبعثنا على قراءة المضمون
في رحلة عمر ٍ حطت الأمنيات رحالها على رصيف المحطة الأخير ،لون مقاعدها خريفي ، سقطت الأوراق من على لوحة إعلانات قد عبث الزمن فتشقق إطارها ، وعلى السطر الاخير من الورقة الاخيرة تعبس الكلمات متجهمة من انحسار أمنية ٍ حشوتـُها بالأمل، حروف تلوكها أضراس الوجع حلم يلبس ثوب الوقاحة فقد أتى على ذكر الفرح، متعجرف ذلك الحزن يأبى الانحناء في لحظة يعلو فيها صوت أنين جرح ٍ تعفن منذ أمدٍ بعيد ينسكب ملحُ ليالٍ لجلج فيها الظلام وانحسر فيها ضوء القمر، يزغ احيانا من بين طيات الأمل المرسوم بلون لا يعرف للزهو طريقا. سألني احدهم عن تدوين ما أكتبه ليكون لمن بعدي عبرة أو أترك لهم بعضاً من خَبَر، على تلك وريقات مصفرّاء من جعجعة اللحظات ، فاخذت أعض شفتيّ قهراً.
أأترك لهم سواد الحرف؟ وهل عبق عطر كنت أبتاعه من نقاء صداقة البعض ليخفي رائحة ذلك الجرح المتعفن؟ أم أصف لهم كيف كنت أرقب أبخرة فنجان قهوتي الرخيصة الثمن؟ أشك في قدرتي على التعامل مع أديم عمر شققه قيظ الوجع فما عادت مياه الكون تعيده إلى نضارته ، ولا حتى مسوح من مسك التفائل قد يخفي معالم الانكسار سأترك حلمي في حالة موت سريري، وأنتظر لحظة من قدر ٍ أترك فيها كل ما في خَلَدي ليرافقني ألى حيث لا أحد. نص مثخن بالوجع والانكسار أعدمت فيه كل كلمة تبعث على الامل والتفاؤل ،لست أدري ما الذي دفع صاحبه نحو هذه النظرة القاتمة
كيف لشخص مؤمن بالقدر"وأنتظر لحظة من قدر" أن ينظر للحياة بهذه السوداوية لن تبكي عليّ أبجدية رسم ٍ لحلم، فالريشة دوما تتفلت من بين أصابعي لأنها مولودة غير شرعية لزواج كان بين قدري والفرح الذي كانت بينونة طلاقهما كبرى
|
|
 |
|
 |
|
أختي الموقرة ليلى أمين
قبل كل شيئ وقبل ان ارد على حضرتك اقول لك ِ شكرا على تفضلت بقراءة احرفي المتعبة
وأعتذر عن تلك الصور لجروح بالغة في النزف
وأخالني ارى تحركين رأسك ساعة قرأت ِ تلك السطور متعجبة من حالي ساعة كتبتُ ما كان
سيدتي الفاضلة
ما كان ردك إلا بعد ان كانت عين حاذقة ترى ما خفي من صور خلف تلك السطور وهذا بحد ذاته شرف كبير لي بغض النظر عن سوداوية الحروف أو فقر التعبير
اختي التي اتشرف بالرد عليها
أنا لست مميزا عن بقية اهلنا في وطننا العربي، وليس خفي عليكم ما آليت إليه أحوال امتنا من تقتيل وتشريد ، وهذا بحد ذاته دافع لكي نرسم الصور القاتمة من غير ان نرتب ألوانها
يا أختي كما قلت لأخوتي الافاضل في معرض ردي على مشاركاتهم أنني كشخص أعرف نفسي كيف نشأت وإلى أين وصل الحال بي هناك كثير مما اوردته بين خفايا المعاني ما يحكي عني شخصيا وأغلبه أيضا حكى احوال أمتنا
أستاذتي الموقرة
إن كنت أدعي بأنني استطيع أن أمسك القلم وأكتب (طبعا أنا أطبع على الكيبورد ولا أكتب بالقلم حاليا) فيجب عليّ ان ادون بعضا من حالات امتنا حتى لو بدى الأمر وكأني احكي عن نفسي فذلك حق كل عربي عليّ
يا سيدتي لو قمت بوصف الأمل الذي يسكنني لتعجبتم كيف لي ان اكتب بسوداوية كبيرة
يا أختي الفاضلة
صدقيني أن حديثكم هذا مدعاة لكي يرتوي يباب أمل اخيكم احمد المصري من دفق ينابيع تواجدكم بالقرب
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
ويبقى الحرف جميلا برغم ما يحمله من أوجاع وغالبا ما يكون رسالة هادفة توقظ الاحساس إلى كل جميل تحياتي |
|
 |
|
 |
|
أختي الفاضلة ليلى أمين
هناك رسائل تركتها من غير توقيع وأرسلتها عبر اثير تلك السطور لعلها توقظ شيئا ما أنا أرغب به
نقية أنت ِ كحرفك
ورائعة جدا بتحليلك وقرائتك
كل الاحترام والتقدير لنقاء روحك
تحية تليق بسمو تواجدك