القصيدة الفائزة بالمركز الأول
القصيدة رقم (15)
صهيلُ الشمس
الشاعر صبحي ياسين

أتيتُ بابَك ِ يا ليلايَ أرتجفُ
فقد تمَكَّنَ مني الخوفُ والتلَفُ
َمراكِبُ العشق ِ ضاعتْ عن موانئنا
وصادَرَ الشوقَ مِنْ أعماقنا التّرَفُ
دَمْعُ القصائد ِ في الخدين ِ مُلْتَهِبٌ
وطائِرُ الشؤْم ِ في آفاقنا يقفُ
ما أضيَعَ الحبََّ إنْ فَرَّتْ بلابلُهُ
أو َمسَّهُ الشكُّ أو أزْرى به الأسَفُ
أُقَلِّبُ الطَّرْفَ فيما مَرَّ مِنْ حلم ٍ
فيَسْخرُُ العمرُ والآمالُ والصُدَفُ
هذي سهولُك ِ قد جفّتْ سنابِلُها ِ
هذي نجومُك ِ صوبَ البحر ِ تنجَرِفُ
موائدُ النور ِ فرَّتْ مِنْ منازِلِنا
وخيَّمَ البؤسُ والتغريبُ والشظفُ
أرى رجالَك ِ تحت الشمعدان ِ جثَوْا
وذي نساؤك ِ في أعرافِهم تُحَفُ
قُدّي قميصَك َ خلف َ الباب ِ وانتظري
لا يَنزلُ البدرُ حتى تُغلَقَ الغرَفُ
وقفتُ أمْضغُ آلامي ويَعصُرني
جُرْحٌ تحَنَّطَ في مِحْرابِه الهدف ُ
على الأرائك ِأمْسى اللصُّ مُتّكئا
وقيِّمُ الدار ِ خلْف َ الباب ِ يرْتجفُ
أسائلُ الدهرَ والتاريخَ ِ، هل بَشَرٌ!
هذي الجموعُ التي تَجْتَرُّ أم جِيَفُ؟
يا ساكنينَ ثرى -اليرموك ِ - مَعْذرة ً-
هل يشعلُ الشمسَ مَنْ باعوك َ واعترفوا
هل يدفق ُ النهرُ إنْ جفَّتْ منابعُهُ
أمْ ينبضُ الرَّحمُ إنْ ماتت به النُّطَفُ!
مَنْ أطلَق َ السهم َ صَوْبَ الشمس ِ فانكسَرَتْ
مَنْ أغرق َالبدرَ في أحْداق ِ مَنْ نزفوا!
قولوا لِمَنْ سَكَبوا الآهات ِ في دمنا
قولوا لِمَنْ نَسَفوا الأحلامَ واعتسَفوا
لا تصهلُ الشمسُ إلا حين يخطبُها
مُهْرٌ تألّق في أحداقهِ الشّغفُ
لن يَركبَ النجمَ في عليائه قزم ٌ
سَميرُهُ الخصْرُُ والكاسات ُ والعَلَفُ
لا يورقُ الغصنُ إلا حينَ يُرْضِعُه
جَذْرٌ هنالكَ تحتَ الأرض ِ يَعْتَكِفُ
زيْفُ الحضارة ِ أنْ نغتالَ جوْهَرَها
ونركبَ البحرَ لا دُرٌ ولا صَدَف ُ
كالتبْر ِ يلمعُ في قاعاتِنا تَرَفا ً
وفي العقول ِ يُقيمُ الطينُ والخزفُ
مَنْ يعشق ِ الشمسَ يوما سوف يَقطِفُها
أفتى بذلك مَن ذاقوا ومَنْ عرفوا
هُزّي نخيلَك ِ يا ليلايَ وانتظري
لا يَسْقطُ التمْرُ حتى يرْجف َ السَّعَف ُ
لا تتركي المُهرَ في البيداءِ مُنفلِتا ً
هذا دليلُك ِ حينَ الليلُ يَنْتَصِفُ
مزارعُ العشق ِ بالكفين ِ نَحْرُثها
لنزرعَ المجْدَ حين َ المجْدُ يُختَطفُ
شمسُ الحضارة ِ عن أفلاكِنا رحلتْ
وسوفَ تَرجِِعُ إنْ يَرجعْ لنا الشرفُ
الإسم الكامل(صبحي سالم محمد ياسين)
بلد الإقامة:سوريا
البلد الأصلي:فلسطين
الأعمال الكاملة الجزء الأول- ويضم مجموعة دواويني السابقة
مواليد فلسطين-غزة 1945
ليسانس في اللغة العربية من جامعة الإسكندرية بمصر
عمل مدرسا في الجزائر والبحرين وليبيا والإمارات