الوهم المبدع
وعمدتَ فيها أنْ تكونَ مودعي
فارقتْ قلبي فاشتكاكَ تصدعي
إني وإنْ وَجمَ الفؤادُ مِن النوى
وانتابني سَقَمُ الفراقِ بأضلعي
أجهضتُ كلَّ صبابةٍ من مقلتي
ونثرتُها قيحاً بحرقةِ أدمعي
إنِّي أنا المخدوعُ حينَ تعلقي
بهوىً أتى بسرابهِ المُتَقَنِّعِ
قد كانَ ويحُ الصبِ فيَّ مغلغلا
أواهُ كادَ بأنْ يُحيطَ بمصرعي
أجرعتَني عذبَ الغرامِ طليتَهُ
سمَّاً أُكابِدُهُ بنارِ تولعي
فَلَفَظتُّ غدركَ بعدَ سقْمٍ ويحَهُ
آﻻمُهُ رَسَمَتْ فنونَ توجعي
عذراً سرابَ العشقِ أنتَ بِقيعةٌ
مِن بعدِ ما كنتَ الحياةَ ومطمعي
ما عدتَ إﻻ ذكرياتٍ قد خلتْ
بينَ السنينَ عجافُها مِن بلقعِ
وتَمخَّضتْ روحُ الصبابةِ ليتَها
كانتْ على علمٍ ولكنْ لم تعِ
واﻵنَ، قد علِمتْ بحملٍ كاذبٍ
مِن بعدِ ما مُلئتْ بوهمٍ مترعِ
تَبَّاً ﻹسرافي على عمرٍ مضى
قد كان فيهِ الوهمُ أروعَ مُبدعِ