عاجلتها
عَاجَلْتُها والفكرُ كانَ مبعثرا = لما علا صوتُ الجمالِ مُكَبِّرا
وكأنَّني والشوقُ نحو جنابِها = زرنا الجلالةَ أو قصدنا القيصرا
ماذا يُعينُ الوصفَ إنْ حارَ الذي = وقفَ اليراعُ بطرسِهِ متحيرا
وسألتُ نفسي والجوابُ معاندي = هل يقظةٌ أم تلكِ أطيافُ الكرى
عاجلتُها وجواي يلتهبُ الثرى = وأنينُ شوقي مِن ضلوعيَ أسفرا
فرأيتُها هيفاء حيثُ حنينُها = تهوى لهُ كلُّ العقولِ وتُشترى
باللهِ أقسمُ والجمالُ مؤيدي = سبحانَ ربي خالقاً ومصورا
عاجلتُها والقلبُ يبعثني على = ذاكَ الدلالِ مُقَبِّلاً ومُعَفِّرا
عاجلتُها لما رأتني ضامياً = وصدايَ منها قد أثارَ الشاعرا
قالتْ بصوتٍ ناعمٍ طربتْ لهُ = حورُ الجنانِ وقد وردنَ الكوثرا
أرني قريحةَ مَن تغنى بالهوى = وانشدني قولاً ناعماً أو ساحرا
وامضِ إليَّ بلهفةٍ حتى أرى = أثرَ الفؤادِ مِن الضلوع تفطَّرا
فبدأتُ أنشدها وأحشائي على = لهبِ القوافيَ قد تناثرَ أحمرا
حتى رأيتُ جلالَها ودلالَها = بين القوافي كالهباءِ مبعثرا