ياَ ملاكي! رحلة العمر ثوانِي، فاحضنيني ! خَبّئيني.. بتُّ أخشى منْ تباريحِ السّنينْ.. ترحلُ الأفراحُ جمْعاً أوْ فُرادى ، وأنا حزنيَ باقٍ ما رحلْ ، أرجوكِ لا.. لا تتركيني.. خبّئيني ،في ثناياكِ حُداءً أو زَجَلْ ، إنْ تسحريني.. حوّليني بَيْتَ شِعْرٍ في الغَزَلْ ، ثمَّ انشديني ألفَ مرّهْ ، واحفظيني .. رَدّدي أحْرُفَ اِسْمي ، قَطّعيها و زِنيها ، طَعْمُها ـ إنْ تلفظيها ـ كالعسلْ ! أوْ دعيني شَطْرَ بيتٍ ، واحْذفي إنْ شئْتِ شَطْرَهْ.. وانشديني أَلْفَ مَرَّهْ ! فَاَنا : بيتٌ و شطرٌ ، وأنا: حرفُ رويٍّ في قصيدٍ ، هُوَ عندي ، خير ما في الكون هذا ألف مرَّهْ ! يا ملاكي ! لمْلمي أوْراقَ عمْري ، لمْلميها.. وانثريها سوف تزْهرْ، ذكرياتٍ أوْ رياضاً منْ حنينْ.. واملئي منْ حلمنا الماضي سِلالاً، هدْهديني، وارسميني قبلةً عجلى ارْسميني ، نظرةً خجلى ارْسميني ، وأعيدي رسمَ حبٍّ متّقدْ ، لا تتركيني ، للغدِ الآتي بقايا منْ حطامْ ، أو قصيداً لا يغنّيه أحدْ ! مُنْذُ عامٍ ـ كالمرايا ـفيكِ أنظرْ.. كلّ يومٍ أنتشي بالدفْءِ أكثَرْ ! كلّ يومٍ صفحاتي هِيَ أعْطَرْ ! وأرى وجْهيَ فيكِ، مثلما بالأمس أضحى.. ما تغيّرْ!! قسنطينة في:12 ـ 12 ـ 2010
( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)