عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-2010, 10:13 AM   رقم المشاركة : 47
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: قصائد شهيد الغربة / الدكتور علاء المعاضيدي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وطن النمراوي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  
مرثية القمر اليماني
د. علاء المعاضيدي
إلى روح الشاعر الكبير / حسين غالب العلي


لـــماذا غبتــما , و تركـتمـاني
غريبَ الرّوح ، منكسر الجَنَان

شَدَدْتُ حقائـبي, و حزمتُ أمـري
و حين رحلتما لم تخبراني

أليسَ من المحبَّةِ أنْ تَمُرَّا
و أن تتريَّثا لتودِّعاني !؟

أليسَ من المحبَّةِ أنْ تقولا
وداعاً أيّها الركنُ اليماني !؟

طواني ليلُ فَقْدِكُما ، طواني
و ذات الكأس كأسكما سقاني

زمانٌ لا يُقيم على أمان ٍ
فعودا صاحبيَّ وشيّعاني

خُذا بزمام راحلتي فإِنّي
أحبكما ، و أكره أَنْ أُعاني

خُذاني صوبَ ركنكما بعيداً
فداعي الموت مثلكما دعاني

أقيلا عثرتي ، و تحمَّلاني
رثاؤكما يشقُّ على لساني

رُزئْتُ بنيِّرين ، فكيف تصفو
سماءٌ فرَّ منها النيِّران ؟!

و ليس لديَّ أكثر من حروفٍ
بلا سيفٍ تصولُ ، و لا حصانِ

يطاردُ فجرُها تتراً و روماً
و يبعثُ ليـــلُها أرقَ الجبـانِ

و ليس وراء ظهري غير ظلٍّ
إذا ما ( استدََّ ساعدُه رماني )

( أُعلِّمه الرمايةَ كلَّ يومٍ )
و حين طلبتُ نُصرَتَهُ جفاني

خُذاني و اسكبا مطراً شفيفاً
على جفنيـن دمعُهـما كــواني

لعلَّ مسرَّةً في الروح تنمو
لأحصدَ ما زرعتُ من الأماني

إلى مَ تظلُّ تحصدنا المنايا
و تهزأ بالمُنى و بما نعاني

تركتُ عراقَ أهلي محضَ جُرح ٍ
يسيلُ دماً عليه الرافدان

تركتُ الدمعَ يبحثُ عن ضفافٍ
و ليلَ النخلِ يبحثُ عن أمانِ

تركتُ رثاءَ دجلة خلف ظهري
و جئت أُشيِّعُ القمر اليماني

أُشيِّع عاشقاً ستظلُّ تحيا
على ذكراه زقزقةُ الأغاني

تهامياً يفيضُ تُقىً و علماً
كريمَ الوجهِ و اليدِ و اللسانِ

عزيزاً لا يُقيم بدار ذُلٍّ
و لا يغفو على سُرُرِ الهوانِ

أُشيِّع جمرةً للشعرِ أذكتْ
لهيبَ الشِّعر في زمن الدُّخان

أُشيِّعُ دوحةً خضراء كانت
ملاذَ الناس من قاصٍ و دانِ

أشيِّع بيدراً لو عاشَ بعدي
لكان بكل سُنبُلهِ رثاني

إذا نَسيَتْ ( تهامةُ ) ذَكِّراها
و إنْ نَسيَ الفُؤادُ فذكِّراني

أحبِّكما ، و أشهدُ أنَّ حزناً
طوى أحداقَ أنجمكم طواني

رأيتُكَ يا ( حُسين ) و كنت حرفاً
يضيء سناهُ ذاكرةَ الزَّمانِ

قرأتُك في شفاه الناس بيتاً
شريفَ اللفظ ، مُكتَنِزَ المعاني

رأيتـكَ فـي مــدامعهم بـلاداً
نجـومُ ســمائها دُرر البيانِ

تهيمُ متيَّماً برُبا ( زبيد )
إذا ما هام غَيرُك بالحسانِ

تُعوِّذُها ، و تقرأُ كلَّ فجرٍ
على أبوابها السَّبعَ المثاني

تخافُ مقام ربِّك ، مستقيماً
فحَسْبُكَ عند ربِّك جنّتانِ

لسانَ الصدقِ كنتَ ربيبَ روحي
فهــــل للصدقِ بعــــــدكَ مـــــن لسان ؟!


اليمن ـ الحديدة ـ زبيد 2003م

لماذا غبتَ أنتَ بلا وداعٍ ؟
و بيجانُ التي تهوى تُعاني

فكم كانت على ألحان نايٍ
تعدُّ لعودةِ الغالي الثواني

و كمْ سهرتْ تسائلُ نجمَ ليلٍ
عن النائي أ يشتاقُ التداني

تئنُّ سميرَها وقد اصطفاها
أميرةَ عَرشِ شعرِهِ و الأغاني

يحقُّ لها إذا تبكيكَ عمرًا
فقد غابتْ ينابيعُ الحنان

رحلتَ إلى الحُدَيدةِ يا بنَ عمِّ
فكنتَ لها كزهرِ البيلسانِ

طواكَ الليلُ بعد الليلِ عقدًا
تركتَ الأصدقاءَ بلا عَوان

وحيدًا ؛ و الجوى يضنيك ليلا
على الأبواب تسمعُ طرقَ دان

سكبتَ الدمعَ جمرًا بالتياعٍ
ينابيعٌ تبيتُ و موجتان

علاء الدين يا قمر الليالي
رحلتَ تعانقُ القمرَ اليماني ؟

و عُدْتَ بلا حقائبَ أو مَتاعٍ
تركتَ بدار بلقيسَ الأماني ؟

علاء الشعر أين الشعرُ يمضي ؟
لمن قل لي سنشهدُ بالبنان ؟

معنَّىً كان شعركَ في المنافي
فباتَ الشعرُ معقودَ اللسان

و أرثي اِبن عمي بيدَ أني
ضميري كم تمنَّى لو رثاني !

وداعًا أيها الغادي وداعًا
جوارَ اللهِ فارحل للجنان


وطن
في 5-6-2010






  رد مع اقتباس