عزف على نايات الهوى
فوزية شاهين
\
رَقَّ الحَدِيثُ عَنِ الّّذِي أَهْوَاهُ
فَهُوَ القَرِيِبُ وَلنْ أُحِبَّ سِوَاهُ
.
مَهْمَا تَبَاعَدَتِ الدّروبُ فإنَّه
فِي مُقلتِي لمَّا تَغِبْ رُؤْيَاهُ
.
فَأَرَاهُ فِي نَومِي وإنْ عزَّ الكَرَى
هو قيْسُ عمري قبْلتي ليْلاهُ
.
ويَطِيبُ لِي عنه الكلامُ لصُحْبَتي
إنِّي أسِيرةُ عشْقِه وَهَواهُ
.
هو نَبْضُ قلبٍ لم يذقْ طَعْمَ الهَوى
إلّا بكأسِ رُضَابِه وصِبَاهُ
.
هو سِحرُ ليلٍ أشْرَقتْ نجْمَاتُه
لمَّا بَدَا بجَمَالِه وضِيَاهُ
.
هو فيْضُ روحِي وابتهالُ جوانحِي
وضياءُ عمري نبْعُه عينَاهُ
.
هو من أزاحَ الهَمَّ في ليلٍ دَجَى
وانداحَ فيَّ رَبِيعُهُ وَسَنَاهُ
.
قد كانَ عمرِي محْضَ حُزْنٍ قبْلَه
فَعَرفتُ كُلَّ سَعَادتِي بلِقَاهُ
.
دمعٌ غَزيرٌ فاضَ فوقَ وسَادَتِي
قد كَفْكَفتْه معَ الصَّباحِ يَدَاهُ
.
وكأنَّني فِي الحُلْمِ أشْكُو لوْعَتِي
وأَسَايَ فِي عُمرٍ بلا نَجْوَاهُ
.
فيَجِيءُ كالبَدْرِ الضَّحُوكِ تَضُمُّنِي
للصَّدرِ من أشْواقِها يُمنَاهُ
.
وشَمالُه تَحْنُو علَى الخدِّ الَّذي
شَقَّ الأَسَى في رَوْضِه مجْرَاهُ
.
وتُداعِبُ الثَّغْرَ الحزينَ بلمسَةٍ
سِحْْريةٍ تُطْفِي لَهِيبَ لَظَاهُ
.
وبَريقُ عيْنَيهِ استَرَاحَ بمُقْلتِي
مِثلَ الشِّراعِ مُقَبِّلاً مَرْسَاهُ
.
فكأَنَّنِي ألفَيْتُ نَفسِي رَبةً
للحُسْنِ حينَ أحَاطَنِي ببَهَاهُ
.
ونَسِيتُ ما عانيْتُ فِي ليْلِ الأَسَى
مُذ جَاءَ يَرْوِي مُهْجَتِي بنَدَاهُ
.
ويُريقُ في أُذُنَيَّ أجملَ كلْمةٍ
فيها تَوارتْ دَمعَتي والآهُ
.
إنِّي أُحِبُّكِ قالها : ومشاعري
ذابتْ برقَّةِ نَايهِ وغِنَاهُ
.
فكأَنَّ أتْرَاحَ السنينِ تَضَاءَلتْ
والبِشْرَ أضْحَى مُؤْنسِي برُؤَاهُ
.
ولَقَد تَدَاوَتْ بالحَنينِ جَوَانحِي
.وتَعَطَّرَتْ كلُّ المُنَى بشَذَاهُ
.
أَعْلَنْتُ للدُّنيا شَهَادةَ مَولِدِي
لمَّا تَرَبَّعَ في الضِّلُوعِ هَوَاهُ
.
وحَفَظْتُ عَهْدِي في الهَوَى لفؤادِه
وَدَعَوْتُ ربِّي أنْ أنَالَ رِضَاهُ
.
.
مع الممنونية