أتذكركِ حين تزورني الأشواق
أتذكر كل شيءٍ فيكِ
أتذكر عينيكِ السمراوين
أتذكر شفتيكِ الورديتين
حتى ضحكاتكِ لم تزل تلامس أذني
كلما توغلت فيًَ المساءات
وحين يدثرني شبق الوله
أمسك قلمي لأعزف على أوتاره
أنغام النجوى
فأزجي إليكِ مراسيل الهوى
علها تطرق أبواب المرام
أتذكركِ حين يغشاني وجع الجرح
فيستحيل الصمت إلى دموع
ويبلل الحنين وجه الصباح
وعلى كوكبي
تستحيل الألوان إلى ضبابٍ
ويستحيل الورد إلى أشواكٍ
وفي سوح الانتظار
تتشنج أوراقي أمام ناظري ألف مرة
تتسربل أنفاسها التنهيدات
وتلوذ الأخاديد إلى جباه الأقلام
كأنها عجائز هزيلة
دنا حتفها
وغيمات الوهاد ترسم علامات الحيرة
على وجه السماء
والسؤال يلد سؤالاً
والخنجر يتغلغل في خاصرة الوصال
يمزق أحشاء الوداد
أيتها الأقدار ...
قد تزاحمت براعم اشتهائي
لشفتيها
وأناي تحتضن انتظاري كل مساءٍ
فأفر إلى مرآتي المركونة في زوايا
النسيان
لأزيل عنها مراسيم العتاب
وأخط بأهداب التياعي
أتذكركِ حين تزورني الأشواق
***********