عرض مشاركة واحدة
قديم 11-28-2015, 06:41 PM   رقم المشاركة : 8
أديبة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سلوى حماد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: وجع بمرتبة الشرف

الرائعة حنان..
نص مدهش..مٌربك..رفيع المستوى ..جمعت فيه بحرفية مشاهد متعددة ..نقلتني بجمال الصور الى حيث تقيم سيدة النص..
اسمحي لي غاليتي أن أتطفل على نصك بهذه المداخلة..

شيءٌ ما.. يضرب في فؤادي
وأنا أرمي ما تبقّى منك في أتون النسيان
وجعٌ ما.. يعبّئ دلاء الخواء في ذاتي
يزلزل سكينتي المصابة بداء التوحد منذ هروبك الأجعد المتحضّر
ينبش في أرض ذاكرتي العالقة بآخر خطوةٍ
خلّدتها أقدامك


وهل حقيقة يستوعب أتون النسيان ما تبقى منا يا حنان؟؟؟؟ عندما يغادرون يتركون خلفهم مشهد مبعثر يشبه كثيراً المشهد إثر زلزال بقوة 10 ريختر..أين نهرب من ذكرياتنا معهم والذاكرة اللئيمة تتواطئ مع الماضي الذي أدمناه ، وكلما حاولنا النسيان تهدينا الذاكرة جرعة مجانية تعيدنا الى المربع الأول..نجتر كل لحظة وكل همسة وكل التفاصيل..

انقباضةٌ ما.. تلج صدري كـلصٍّ حاذقٍ
يستخرج ما كنت أحاول إخفاءه خلف كواليس المكابرات المتمردة
شعورٌ ما.. يستفزّ الضجيج الناشب في مكابح صمتي
ها أنت تغضّ قلبك الجاحد عنّي ممتطياً صهوة غيابك الطويل
كـ جدولٍ صديانٍ جديب

مسكين هذا القلب..كم سيتحمل؟؟ وكم يستطيع المرء أن يكابر ويهرب من واقع يسجل غياب قاتم..للمكابح صلاحية وللصمت نهاية..عندما يلوح بالغياب تلوذ هي بالقهر وتلوك المشاهد وألاف الاسئلة.
بعد أن أصدرت حكم الفراق خنقاً حتى الموت
بعد أن خلعتني كـ أرملةٍ من وجدانك المتقهقر
وطردت ضميرك خارج مناخ وجودك
بعد أن ألقيت عليّ ثعابين طراءتك.. وكسوتني بأسمال براءتك
بعد أن تجاهلت فوضى الإشتياق
واللهفة الراكضة على كورنيش قصائدك


فرد لها بساطاً من مستقبل وردي، وذات جحود أدار ظهره ورحل تاركاً خلفه بقايا امرأة..ما أقسى التجاهل..كيف يمكن أن تموت المشاعر بلحظة ويتحول الحلم الوردي الى صحراء جرداء..أين يرتحل الضمير؟ الا يعلمون بأن المشاعر هي خليط من نبض القلب وعصارة الروح؟؟؟

تركتني لأحزاني كـ جذعٍ مسنٍّ فقد حقه في النمو
واصطك واجماً أمام شتاءٍ مفترسٍ
سلبه آخر تغريدةٍ تلتها العصافير على شهوة إصغائه
ترى.. هل نسيتك حقّا كما ظننت..؟
هل نفضتُ عن حجرة قلبي غبرة حبّك
هل محوتُ وصمة انتظاري من وجه مساءاتي الشاحبةِ جدا
وغسلتُ ليلي من هبوة حداده
كنتَ وما زلتَ غصّةً.. كأنها ولدت للتو
في حنجرةٍ
لم ولن تنطق سوى حروف اسمك


يغادرون ولا يأخذون معهم أشيائهم..يتركون الكثير من التفاصيل والمشاهد..يتركون وعوداً لم تزهر..يتركون أحلاماً لم تكتمل...يتركون أحرفاً مبعثرة لا تقوى على تكوين كلمة...يتركون كلمات تائهة لا يمكن أن تصنع جملة مفيدة واحدة..يتركون ذاكرة مخضبة بالذكريات..يغيرون برحيلهم جماليات الحياة..الصباحات لا تعود مشرقة والمساءات تمضي صامتة..تصبح الشرفات عابسة والأرائك حزينة..ورغم كل شيئ تبقى أحرف أسمائهم وحدها تتردد على اللسان..
ليتهم عندما يغادرون يأخذون معهم كل ما يذكرنا بهم..ليتهم يذهبون ونحن في غيبوبة حتى لا تكتسي مشاعرنا بالسواد..ليتنا نملك الشجاعة على شطب حضورهم من ذاكرتنا..

*مداخلتي باللون البنفسجي
* النص الأصلي باللون الأسود

أستمتعت كثيراً بما قرأت أعلاه...لقد أبدعت في تصوير المشاعر بقلم شاعرة تملك أحاسيس ومشاعر غاية في الدفء...

رائعة وأكثر..

محبة لا تبور،

سلوى حماد












التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فلسطينية أقولها بكل فخر ودوماً سأكون
نغمة عز ترحل بين الفاء والنون
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس