لمّا اقرأ لك شاعرنا المتميّز تطيب في ذوقنا القصيدة بحواملها ومقاصدها ..
-1-
كَمْ قائِلٍ : ماكانَ حُــــــبٌّ مُطْلَقَا = فقلت : قلبي نَابِضٌ كِيْ يَعْشَقَا
وشَمْسُنَا مابَزَغَتْ أو ضَــــــحِكَتْ= إلا لِكَيَ تُضِِـــــــــــيئَنا وَ تُشْرِقَا
والحُسْنُ من ظِــــــــلالِهُ مَحَبَّةٌ = والقلبُ تَرنُو عَيــــــنُهُ كي يُطْرَقَا
ومَا لنا سُلْطَانُ حُكْمٍ في الهَوَى = أوْ نَحْنُ أهْـــــــــــــلُ قُوَّةٍ لِنُعْتَقَا
فَاتْرُكْ رِيَاحَ الحُبِّ فَهْيَ مِنْ شَذًا = تَهُبُّ طُولَ العُمْرِ كي تُسْـتَنْشَقَا
ففي هذه الأبيات ما يستوجب الوعي والإدراك
فمعاني الحبّ ووعينا به كإحساس إنسانيّ يظلّ في تفاعل وتوالد لدى متلقي النّص الشّعريّ
بل لعلّ دلالاتها وارتساماتها في الرّوح تولّد أحاسيس ليست حاضرة ومعلنة في الكلام
وهذه لعمري من ذروة الإبداع الشّعري لديك أخي الصحراوي فلنصوصك الشعرية وظيفتها في أحاسيسنا .
ففي إعتراف جميل نقيّ تلقائيّ منك تردّ على كم من قائل
ما كان حبّ مطلقا
وليس هذا زمانه ويجيئ القول الناصع منك ليدحض كلّ إفتراض حول الحبّ كشعور إنسانيّ يضيئ قلوبنا وينتشلها من نكد الدّنيا ومتاعبها
قلبي نابض كي يعشق
أجل سيّدي قلوبنا نابضة كي تعشقَ
فكأنّي أنا القارئة المبدعة التي تشاركك هذا الإرتسام فدلالات قصيدتك وابياتك في الحبّ كحالة شعوريّة إنسانيّة هي استنفار لما هو مخبووء فينا ومتسترين عنه
فيشرقُ الحبّ فينا محاولا ايقاظنا من رقدتنا
-2-
لبي وعقلي صرَّحَا في اتِّفاقْ =أنَّ ثلاثةً كَسَــــــــــبْنَ السِّبَاقْ
أُمًّا لها فضْلٌ بِمَا قَدَّمَــــــــــــتْ = مِنْ عَمَلٍ لأَجْــــــــلِنا لاَ يُطَاقْ
وَ امْرَأَةً حَبِيبَةٌ قدْ سَــــــــــقَتْ = حَيَاتَنَا بِمَوْعِدٍ وَ اشْـــــــــتِيَاقْ
وَ زَوْجَةً ظِلاَلُها نِعْــــــــــــــــمَةٌ = يُنْعِشُنا بِها شَـــــذًا مِنْ وِفَاقْ
وَ كُلُّ أُنْثَى كَانَ تَقْدِيـــــــــــرُهَا = مِنْ إخْوَةٍ مِنْ جِنْسِهَا أَوْ رِفَاقْ
وتكشف فينا تداعيات وتدركها محاولا ربط ما سبق من المعاني بلاحقتها ..
وتطلق آفاقا لدلالات جديدة كأنّك تحرّر ذواتنا فيها من خوفها ووجلها ...
وتعلو بهواجسنا وتثبت قناعاتنا بما قلتَ
فالمرأة دوما حضورها فاعل في حياة الرّجل لا سيّما المبدع ...
وإذا بنصّك الشّعريّ يعلن تحوّل دلالاته
لتبلغ ذروتها في المقطع الأخير
الفاضل الصحراوي
تقبّل هذا المرور الإرتجاليّ الذي هو امتداد لصدى أبياتك في نفسي كمتلقيّة
قد أكون لا أفي حق القصيدة وهذا أكيد لكنّ البحث عن دلالات أعمق وأبلغ سيظلّ ديدني كلّما قرأت لك هنا
تقديري أيها المبدع الوارف .