الزعيم عبد الكريم قاسم
القسم الثاني والعشرون
وطني مخلص ، لا ينتمي لحزب ، يتعاطف مع كل القوى الوطنية ، ولا يفضل جهة على اخرى.
بعيد عن الطائفية واهم اهدافه عراق موحد مستقل.
كان يحذر الغرب ، كما كان يأبى الارتماء بأحضان الشرق. يحب العراق ، وكانت امنيته أن يرى ، عراقا موحدا ، وسعى لتحقيق هذه الامنية.
انه ضحية النزاعات الحزبية ، واتجاهات كان شديد الحذر منها.
عبد الكريم قاسم ، عسكري شجاع ، ويتحلى بالصراحة الخالية من الدبلوماسية ، وهذا ما ادى الى فشله في تحقيق اهدافه الوطنية.
عبد الكريم قاسم من وجهة نظري ، لم يخن مبادئ الثورة ، ولكن جرفته قوى استطاعت ان تجعله يتخلى عن اعز اصدقائه في الجيش.
عبد الكريم قاسم ، لم يسرق ، وعاش لحد مماته براتبه ، وفي بيت بسيط ( مشتمل ) قرب الجندي المجهول ، وكان يسكنه قبل الثورة.
الصراعات بين اليمين واليسار ، كانت العائق الاكبر امامه ، وهي التي ادت بحياته.
عبد الكريم قاسم ، كان ضد الشنق ، ولكن قوى زحلقته وأصبح هو ضحيتها.
عبد الكريم قاسم ، لا احد يشك في وطنيته ، ولا احد ينكر اخطاءه ضد اعز من ساندوه بصدق وجدارة.
قتل الزعيم عبد الكريم قاسم ، وخسره الشعب العراقي. مع اخطائه الكبيرة ، لا ارى قتله صحيحا ، بل خطأ كبيرا ، نفذ بدافع العواطف ، وليس بدافع العقل الحكيم.
عبد الكريم قاسم ، كان فوق الميول و الاتجاهات ، وكانت امنيته أن يرى ، عراقا موحدا بكل اديانه وطوائفه ، ولكن زحلقته قوى لصالحها ، لا لصالح العراق وشعبه.
عبد الكريم قاسم ، بأفكاره هذه النبيلة ، على صعيد الواقع ، خسر اليمين ، كما خسر اليسار ، وأصبحت ازالته سهلة ، من كلا الطرفين : اليمين ، واليسار.
عبد الكريم قاسم ، عسكري شجاع ، وسياسي فاشل. تارة تجرفه رياح اليسار ، وأخرى اعصار اليمين ، و اخيرا كان ضحية الاعصارين.
صداقته مع عبد السلام عارف كانت متينة ، وعلاقته بناظم الطبقجلي ، ونجيب الربيعي حسنة ولكن !!!!!!!! هنا ، مسألة فيها نظر !!
علينا ان نحللها لا من خلال العواطف ، ونتطرق اليها بشكل بعيد عن تأثير التيارات السياسية ، والتي كل منها ، تعمل لمصالحها ، وتبغي الحصول على مكاسب باسم الوطنية ، والتي خسرنا عن طريقها خيرة ضباطنا الاحرار ، مما ارجع العراق سنينا الى الوراء ، و ا أسفاه.
عبد الكريم قاسم رحمة الله عليه ، زحلقته قوى ، لا تحب الا مصالحها ، وتخلت عنه بسهولة ، بعد ان جعلته يخسر اعز من كان يعتمد عليهم من الضباط الشرفاء الذين تم اعدامهم بأمره.
لقد أعدم اهم من كانوا يساندونه ، أيام عسره ، ويسره ، ولم يبق له الا اليسار ، الذي يأتمر بأوامر موسكو ولا غير.
عبد الكريم قاسم ، اختلطت عليه الامور وحار بأمره ، كلما حاول ان يجد وفاقا بين ابناء الشعب ، تجابهه مشاكل جديدة ادت به أن يرتكب اخطاء بحق من احبوه ، وساندوه في أيام عسره ويسره.
أستطيع من وجهة نظري أن اقول : أن تعيين احد اقاربه لرئيس محكمة الثورة ، والذي كان يسانده النائب العام ماجد محمد أمين ، كان احدى العوامل التي دعمت اليسار المتطرف ، وأوجدت ، بل وعمقت الخلافات بين قادة الجيش ، مما زادت بالطين بله. كما انها اوجدت تكتلات في صفوف قادة الجيش ، حتى بلغ الامر أن ينحوا عبد الكريم قاسم عن منصبه ويسلموا الامور بيد قادة الحزب الشيوعي. لمست هذا في اجتماع حضرته في بيت في البتاوين ، مقابل مدارس الشرطة وحضره عدد من الضباط وأتذكر منهم : الرئيس سعيد مطر ، والزعيم الركن هاشم عبد الجبار ، وضابطان اخران برتبة رئيس ركن ، وكانوا ينوون حركة انقلابية بتنحية الزعيم عبد الكريم قاسم اولا ، وتسليم الحكم بيد الحزب الشيوعي ثانيا ، وأقولها لله : أن الحزب الشيوعي استنكرها ، بل واعتبرها : حركة تهور ، لا تخدم مصالح الشعب.
الزعيم عبد الكريم قاسم ، اقولها وأكررها : انه فوق الميول والاتجاهات ، غير متعصب لجهة ضد اخرى. عراقي نزيه ، وسياسي فاشل. كان همه أن يبني العراق ، ويوجد تقاربا بين طبقات المجتمع ، ويوفر حياة تليق بكرامة الانسان ، ويقضي على الفقر ، بحيث يحقق التقارب في العيش بين الطبقات الاجتماعية. غير أن الصراع بين اليمين واليسار اولا ، وبين الحركة القومية التي تساند الرئيس جمال عبد الناصر ، ومناهضيها ثانيا ، ناهيك عن تجمعات بعض ضباط الجيش المتطرفين ثالثا ، ادت الى عدم تحقيق أهدافه وا اسفي.
بعد عدة اشهر من الثورة ، صممت ان اقابل هذه الشخصية التي نالت اعجابي ، وتذكرت بيني وبين اخيه حامد تعارف بسيط جدا أي سلام فقط. وعرفت أن الزعيم يذهب ظهرا ويرتاح في بيت اخيه حامد.
ذهبت لبيت حامد ، في كرادة مريم ، حوالي الساعة الواحدة والنصف ظهرا ، وطرقت الباب ، خرج حامد بنفسه ، وبعد السلام ، اخبرته : اريد ان اقابل الزعيم وأتحدث معه هههههههه فأجابني بصوت منخفض : ابني صلاح تفضل وانظر ، انه نائم.
وجدت الزعيم نائما على حصيرة في الهول ومقابله شباك عليه عاكول ويرطب بقطرات ماء جارية.
خرجت في الحال وودعته شاكرا.
عبد الكريم قاسم مستقل ويحب شعبه ، ارتكب اخطاء بتأثيرات الاخرين من ضباط الجيش ، وذهب ضحيتها ويا للاسف.
لو حللنا الواقع السياسي بنظرة حيادية بعيدة عن التعصب لوجدنا ما يلي:
1- لولا عبد السلام عارف رحمة الله عليه لما نجحت الثورة وسأتطرق لها في موضوع اخر عند مقابلتي بعبد الكريم قاسم في وزارة الدفاع.
أخوكم ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان
يتبع