قصيدة ما بالُ عَيْنَيْكِ مِنْها دَمْعُها سَرَبُ
ما بالُ عَيْنَيْكِ مِنْها دَمْعُها سَرَبُ= أراعَها حَزَنٌ أمْ عادَها طَرَبُ
أم ذِكْرُ صَخْرٍ بُعَيْدَ النّوْمِ هَيّجها= فالدّمْعُ منها عَلَيْهِ الدّهرَ يَنسكِبُ
يا لهفَ نَفسي على صَخرٍ إذا رَكبَتْ =خَيْلٌ لخَيْلٍ تُنادي ثمّ تَضْطَرِبُ
قدْ كانَ حصناً شديدَ الرُّكنِ ممتنعاً= لَيثاً إذا نَزَلَ الفِتيانُ أوْ رَكِبُوا
أغَرُّ، أزْهَرُ، مِثلُ البَدرِ صُورَتُهُ= صافٍ، عَتيقٌ، فما في وَجههِ نَدَبُ
يا فارِسَ الخَيْلِ إذْ شُدّتْ رَحائِلُها= ومُطعِمَ الجُوّعِ الهَلْكَى إذا سغبوا
كمْ منْ ضرائكَ هلاَّكٍ وَ أرملة ٍ= حلُّوا لديكَ فزالتْ عنهمُ الكربُ
سَقْياً لقَبرِكَ من قَبرٍ ولا بَرِحَتْ= جودُ الرَّواعدِ تسقيهِ وَ تحتلبُ
مَاذَا تضمَّنَ منْ جودٍ وَ منْ كرمٍ =وَ منْ خلائقَ مَا فيهنَّ مُقتضبُ