نبضاتُ القلب ِكانتْ متسارعة قبل أن يحينَ موعد حضوركِ المرتقبْ ،وجحافلٌ من الأسئلة تغزو وجداني وعقلي ،كيف سيكون اللقاء؟ كيف سأقرأ ملامحك دون حواجز؟ كيف سأستقبل صوتكِ؟ ما هي الكلمة الأولى والعبارة الأولى بيننا ؟ من سيبدأ بالحديث ؟ كيف سيكون شكل حوارنا ؟ أسئلة كثيرة كانت تحاصرني وأنا أنتظرُ حضورك في نهارٍ باردٍ جدا ..هل أنت قادمة حقا ماذا لو حمل الهاتف صوتك معتذرا عن الحضور ؟ ماذا لو حالَ أي ظرف ٍدون وصولك ؟ الدقائق ثقيلة ..ونظراتي للساعة تتزايد أكثر وأكثر ..
أراقب ُ الطرقات بلهفة ، أقول هل ستأتين من هنا؟ أم من هناك ؟ ثمّ أقول في نفسي : لا بدّ أن تحملك هذه الطريق لي ..
قبل موعد حضورك بنصف ساعة كنت على رصيف الشوق أنتظر ..نصف ساعة ربما هي الأطول ..نصف ساعة بطيئة عقارب الوقت في الحركة ، ثقيلة في الدوران ، وهواجس كثيرة تتسلل ُ لي ، ممزوجة بشوق الحضور وخوف المفاجأة من عدم الحضور ...
البردُ في هذا النهار كان متواطئاً ، يلامسُ أطرافي ، يلفحُ وجهي ، في مكان يخلو من أيّ جدار يحول بيني وبينه ...البردُ كانَ على موعدٍ لم يتأخر فيه ..استطعتُ مع مرور الوقت أن أتغلبَ عليه بحرارة الشوق ِ التي كان اقتراب وصولك يزيدني اشتعالا ودفئا ً...
هو الإنتظار يزيد من القلق ...يرفع حدّة التوتر ، ولطالما كنت ُلا أحبّ المواعيد في أجندة العمر ..أحب القرارات الوقتية ، التي نتخذها دون سابق ترتيب ...
في نهار باردٍ يحملُ موعد حضورك المُشتهى ، تنازلتُ عن كلّ رغباتي وعاداتي ، وها أنا أنصاع ُ بكلّ رغباتي لموعدٍ أنتِ سيّدته الأولى ..لموعدٍ مملوء بكِ وحدك ...لموعدٍ لا أريد فيه سوى أنت ...