حرائـــق اللهفة
(17)
هي روح ٌ واحدة ، انشطرت وسكنت ْ في جسدين ، ومنذ البدء وكل جزء ٍيبحث ُ عن الآخر ، كنت ُ أكتب ُ وتقرأين ، وكأننا كنّا نشعرُ بنا بصمت ٍ دون َ أن نشعر َ بذلك .
كانت ْملامحُك ِتوقظ ُ العاشق َداخلي ، ابتسامتُك ِالتي تتوزع ُ بطريقة ٍ فريدة على ملامح ِ وجهك ، فالجبين ُوالجفون ُ والعيون ُ والخدود ُ والشفاه ، كلّها تتشارك ُ في ابتسامتك ِ التلقائية البعيدة عن الصنعة والتكلّف ...وعيْناك ِ كانتا تملك ُ القدرة َعلى جذبي كمغناطيس ٍ شديد ِالجاذبية ...وصوْتُك ِ الممزوجُ بالرّقة والوقار ، المسكونُ بالأنوثة والعذوبة ، المتدفق ُ كمقطوعة ٍ موسيقية ، يعرفُ كيف َيُلامس ُ وجداني قبل أذني ..وما أجمل َ الصوت َ حين َ يصلُ للقلوب ِ أولا ً...نسمعه ُولا ننساه ، يبقى ولا يُغادرنا حتى عندما يحلّ الصمت ...هذا هو صوتُك ِالذي لا أعرفُ سحره وأسراره ..
أيّ صوت هذا !! وأيّ موسيقى تلك َ المنبعثة منه !! .
حاولت ُكثيرا ًأن ْ أتحدّى حضورَك ِ المُدهش ، وأن ْ أصنع َجدارا ً بيْني وبيْنك ِ ، لأنني كنت ُأشعرُ أن ّ أنثى كأنت ِ لا يُمكن ُ العيْشَ بعيدا ً عنها ..فما قيمة صباح ٍ لا يبدأ بك ، ونهار ٍلا يمنحني لقاءك ِ ، ومساء ٍ لا يملأه حضورك ؟ ! .
سقط َالجدار الذي حاولتُ إنشاءَه بيْننا ، واستطعت ِ وَحدك ِأن ْتتخطي الجميع َ وتُصبحين َ في لحظة ٍ شاغلتي وربيع َ أيّامي ...
ــ تفيض أمطاري شهداً على حُدود مملكته وأثورُ ألف ثورةٍ على صدى عشقه..إعترافُك ِ هذا أدْهشني ، هل ْ من الممكن ِ أن ْ أكون َ كلَّ هذا لامرأة ٍ بكلّ هذا الحضور ؟! وما الذي ميّزني عن غيري من الرجال ِ لأكون َ فارسَ قلبك ِ الوحيد ؟
ــ متى تَملّكك ِ هذا الشعور ؟
ــ كان ذلك َمنذ سنين اللهفة .
مَن يا تُرى المحظوظ أكثر ، أنا ؟ القلم ؟ من يقرأ فصولَ هذا العشق ؟ .
أرهقني شوقي إليك ..ممتع ٌ هو ومُتعب ..وبين المُتعة ِ والتعب ، يبقى الشوق يحمل تفاصيل َالفرح ، فرح انتظارك الدائم ...فالإنتظار ُ يقودنا إلى اللقاء قبل اللقاء ...
أكان َ عليك ِ أن ْ تقرأيني بصمت ...وأبحث ُ عنك بصمت ..؟
الوليد