عرض مشاركة واحدة
قديم 04-15-2016, 01:02 AM   رقم المشاركة : 1
شاعر
 
الصورة الرمزية الوليد دويكات





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :الوليد دويكات غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 الحديث السابق
0 أزاهير تفوح
0 نشيد الحالمين

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي حرائق اللهفة (22)

حرائق اللهفة



(22)




ويبقى اسمُك ِهذا المنقوش من حُروف ِأبجديتنا ، له من خصائص التميّز والتفرّد عن غيره من الأسماء المنتشرة والشائعة في هذه الدنيا كحبّات الرمال والهواء ..اسمُك ِالذي


أتأملهُ مكتوبا ًكما يتأملُ فنان ٌمبدع ٌلوحة ً بديعة ، وحين َأسمعه ُكأنني أنتبه ُ بكلَ حواسي لعذوبة الموسيقى المنبعثة من حروفه ...كعازف ٍعلى الناي حين تتوقف الفرقة وجميع


الآلات الموسيقية تاركة ً له حرية الولوج لذائقتنا والإنصات ، الإنصات الذي يقودنا للتحليق مع هذا الصوت الشجي الأنيق ....


لم يكن ْمن الممكن ِأن ألمحَ حروفه وأقرأها كما نقرأ الكلمات العابرة ، أقرأه ُوأمرّ عنه ناسيا سحره وجماله ورقة انسيابه في جداول الروح ...


وحين َيُصبحُ الإسمُ رواية ً ، أو يكون قصيدة ًمتكاملة في بنائها وصورها ومعانيها وموسيقاها ، حين يُصبح ُأعمق من مجرد ِحروف ٍمترامية على السطور ...هو اسمٌ بلا شكّ استثنائي في كلّ شيء ...


ربما استثنائيته وخصوصيته تحول ُدون البوح به ..رغم كثرة ترديده في كوامن النفس ..وكأنّه لؤلؤة محارها القلب .


ها هو كما كلّ مساء يقفزُ إلى ذاكرتي المملوءة بك ، أفسحُ له المجال ، يجلسُ جواري ، يراقب ُأوراقي المبعثرة ، أعدّ له فنجان شوق ، يشاركني الإستماع لرائعة أم كلثوم ..


( رباعيات الخيام ) ...هل من الطبيعيّ أن ننجذبَ إلى حروف ٍتشكلُ اسما ً..أن نتعلقّ بها ، نبتسمُ حين نلمحه صدفة ً ملتصقا ًبآخرين ..هل يحقّ لغيرك أن يحمله ، أن يلتصق به ..هل انتماؤه لك ِيجعل بريقه أقلّ تأثيرا حين يرتبط بغيرك ... .


ولأننا لا نختارُ أسماءنا ، بل ينوبُ عنّا الآخرون في انتقائها ، ربما كان َاسمك ِقد تمّ اكتشافه واختياره منذ تكوينك الأول ..هكذا هو جاء إلى الدنيا معك ..


اسمك ِالذي أحبّ أن أحتفظَ به بيْني وبيْني ، أناديك ِبه في صمتي ، وأنأى به عن القصيدة والنصوص ، كي أحميه من تداول ِالألسن ، وألجأ لأسمائك ِالكثيرة التي اخترتها لك ..أو انتحلتها الكواكب والنجوم والأقمار والأزهار والورود ...









الوليد






آخر تعديل هديل الدليمي يوم 04-18-2016 في 11:26 AM.
  رد مع اقتباس