عرض مشاركة واحدة
قديم 04-25-2016, 02:01 PM   رقم المشاركة : 1
شاعر
 
الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رياض شلال المحمدي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي وداعًا أبا فائق

من الوفاء ، بعد طول مسير ، أن نذكر مَن كان لهم علينا كلَّ فضل وجميل ، تربيةً وتعليمًا ،
روحًا وفكرًا وشعرًا ، إنه الشيخ الدكتور العلامة عبد الله بن مصطفى بن أبي بكر بن محمد الهرشمي
من علماء كردستان العراق ، ففي مثل هذه الأيام من عام 2000 ، توارد إلى سمعي نبأ انتقاله إلى عالم الآخرة ، فكانت هذه
الأبيات ، والعذر كلّ العذر إن طال بنا المُقام هنا قليلاً :

لا الدَّمعُ يُغني ، وإنْ وافاكَ هامرُهُ * ولا الأنينُ ، وما جاشتْ مشاعرُهُ
ولا الزَّمانُ الذي جارتْ نوازلُهُ * فأحزنتْ مهجةَ الصَّابي مصائرُهُ
ولا القصيدُ ، ولا الأفكارُ مسعفةٌ * أنتَ المُسجَّى ، وأنتَ الفكرَ ناظرُهُ
سَميتُ باسمكَ إبني ، وهي تذكرةٌ * مدى الحياةِ تعزّيني نواظرُهُ
جمّلْ خطاكَ ، لقد وافيتَ حضرتَهُ * وكم تناهى بهِ الوجدانُ عامرُهُ
وكم تناهيتَ بالتَّوحيد معرفةً * حتَّى أنِسْتَ ، فأبكتكم مناظرُهُ
تحكي المعارفَ بالإرشاد مفتقرًا * هذا الزَّمانُ تُحيّيكم أكابرُهُ
كم التقينا ، وذي " أربيل " شاهدةٌ * أنَّ الوصالَ شذيّاتٌ بصائرُهُ
بل تلكَ والهةٌ بغدادُ باعثةٌ * دمعَ الوَفاءِ الذي تَيْمًا تعاصرُهُ
ماذا يكونُ لو استأنيْتَ يا ثقتي * كيما نراك بطرْفٍ جالَ آخرُهُ
حتَّى تؤوبَ إلى الأحبابِ مُلتمسًا * جمالَ قلبٍ تغشَّتْنا محابرُهُ
ماذا يكون لو استأنيْتَ يا أرجًا * نداه في الرُّوح تحنانًا نشاطرُهُ
قد انتظرْنا ودادًا ملء أفئدةٍ * ما كنتُ أعلمُ أن ينأى مسافرُهُ
كم انتظرْنا إشاراتِ الهَنا وهوىً * إلى عبيرِ الضُّحى حنَّتْ عواطرُهُ
أجَلْ ، أبا فائقٍ ، ما الصَّبْرُ يُدركنا * لمَّا رحلتَ تناجينا جواهرُهُ
فهل رضيتَ عن الماضي وحاضرنا * عن مقصدٍ للورى مالتْ بوادرُهُ
أم غافصَ القلبَ منكم نبضُهُ دلهًا * وأنت ترنو وداعًا غاب شاعرُهُ
أم الكلومُ كُثارٌ ، ويحَ مَن جهلوا * آلامَ خلٍّ كثيراتٌ نوادرُهُ
هل الحديثُ حديثٌ في مسامعكم * أنت المُسَجَّى ، ولي شدوٌ يؤاصرُهُ
وأنت أنتَ ، ولا أبغي سوى أدبٍ * مع الرثاءِ تُمنّيني بواهرُهُ
يعيدُ للآهِ ذكرىً شابَ ذاكرُها * أوهتْ مُحبًّا لكم تهفو شعائرُهُ
فالذكرياتُ أبا الخلاّن تندبني * تقول لي أيُّهذا مَن نذاكرُهُ
مَن ذا نُجانسُهُ إن صحتُ وا ألمي * ولا جليسَ تحاكينا أواصرُهُ
مَن ذا نناديه ، قد كلَّتْ عواطفنا * وأنت مُذ كنت ما كلَّتْ خواطرُهُ
الليلُ عسْعسَ ، والأزهار حائرةٌ * والفكرُ من وجعٍ عزَّتْ زواهرُهُ
لمن سأقرأ ، والآمال ، ما حملتْ * إلاك يا أملاً تسعى مصادرُهُ
رغم الوداع أرى الأنظارَ حاضرةً * أنظارَ متَّبعٍ شعَّتْ محاضرُهُ
رَوْضَ الحبائبِ لا عاشت لنا جمَلٌ * غِبَّ الإمامِ الذي ناحتْ مَقادرُهُ
بعد الإمام الأب الحاني ببسمته * محبَّةً أثمرت فينا مفاخرُهُ
روضَ الحائب يا أربيل بهجتِنا * هذا فؤادي ، وأنفاسي تؤازرُهُ
كأنَّما نفحاتُ الأنسِ ترقبنا * منها تنسَّمَ عِرفاني وخاطرُهُ
أجلْ أبا فائقٍ روحي الفداء لمن * روَّى القلوبَ ، لذا قمنا نُسامرُهُ
يا سيَّدَ الشِّعْر لي عذرٌ بقافيةٍ * رحيقها يوم ترحالٍ أناظرُهُ
ماذا يكون لو استأنيتَ في جلدٍ * ورأفةً بالذي شاخت سرائرُهُ
كيما نؤوبَ إلى عهد الذرى شرفًا * عهد السَّعادةِ تهواكم منابرُهُ
حتى ترى المسجدَ الأقصى وقد زحفت * له القلوبُ ، ونادتكم عساكرُهُ
لتبصرَ القدسَ تزهو في مباهجِها * في حومةِ المجدِ ما لاحتْ مظاهرُهُ
فيا حبيبُ وداعًا ، خافقي دنفٌ * هذا المدادُ ، وقد حيَّاكَ شاعرُهُ
أرثيكَ ، تسألني الأعماقُ طائفةً * مَن للمُنيبِ الذي نمَّتْ عواطرُهُ
هواك أخيُلتي ما عشتُ بعدكمُ * قصيدُكَ المُنتقى دومًا أحاورُهُ
طوباكَ يا ابنَ " كمال الدين " مُلتحقًا * بخيرِ ركْبٍ توَلَّتْكم مآثرُهُ
طوباك يا ابن " كمال الدين " منزلةً * رضوانُ تخدمكم فيها محاجرُهُ
طوبى لكلِّ المغاني إذ مررْتَ بها * وملتقىً لم تزلْ تندى بشائرُهُ
طوبى لكلِّ فؤادٍ قد بذلتَ لهُ * لِذا نعاكَ بما ضمَّتْ محاورُهُ
خلَّفتَ للقومِ بالإرشاد كوكبةً * شعارُها الصَّفْوُ أغنى الفهَمَ ناظرُهُ
منهم أصيلُ المعاني عِطرُ روضتنا * لإنّهُ " فائقٌ " ضاءتْ بواهرُهُ
فيا أبا فائقٍ أهديك عاطفتي * فاذكرْ منانا الذي طالت معاذرُهُ
لعلَّنا الكوثر الرقراق نشربُهُ * قربَ الأحبَّةِ تروينا مصادرُهُ
ولا أقولُ ختامًا غيرَ قافيةٍ * بالأمسِ جاد بها المعنى هوامرُهُ
( أحببْتُ وجهَ الثرى إذ أنتَ زائرُهُ * وقد رحلتَ فمَن يبقى أسامرُهُ )






  رد مع اقتباس