على الضفةِ الآخرى مِن الحيــاةِ، كان الدكتــور حُســـام مُنشغلاً بمُداواةِ الجرحى، تحت وابـلِ القذائف، والشظــــايــا
المُتطايرة، كان يبحثُ بين الأنقـاضِ عن الأطفـالِ لينتشلهــم
و الطاقمٌ الطبـي الذي انضـم إليـهِ، تِلك الأحيـاءُ القديمـة حيثُ الحركة كانت لا تهدأ أيام السِلم، فكيف لها أن تلتزم بالهــدوء وضبط الشارع وسط عواصفٍ هدامة
قال الدكتورشاهين مُخاطباً حُسام:
إننا نعمل منذُ سنـة يا د.حُسـام، نحاول بــذل مافـي وسِعنـــا
لأجل الاستمرارية في إسعاف المُصابيـن،المستشفيــــات
الميدانية لا تفي بالطلب، وشحنات الأدويةوالمواد المُخدرة التي نعتمدها لإجراء العمليــات إن لم يقتنِصُـــها الإرهــــاب
فهي بالكاد تكفي!! في تلك الأثناء دوّى انفجارٌ ضخــمٌ هُــــدِمَ على أثره مبنى صغير مؤلف من طابقين، انبطح أفراد الطاقم الطِبي أرضـاً! كان من الصعـب جِداً على أحدهــم أن ينهض ليستطلع الأمر.تلى الإنفجار عويلٌ وصريخ، ناسٌ التهمهــــا اللهب، وناسٌ صارت الأنقاض لِحافها، أطفالٌ فقدوا القُـــــدرة على النُطق، وآخرون فقـــدوا ذاكرتهــم لتتوقـــف الحيــاة في أدمِغتهم عِند لحظة وقوع الإنفجار!
مضت دقائقٌ مريرة، حتى استعاد د. حُسام ورِفاقه نشاطهـــم
نجحت فِرقُ الإسعاف في الوصولِ إلى مكانِ الإنفجار، قبـل وصولِ المطافئ، كان الأهالي يحاولون إخماد الحرائـق بمــا كانوا يُخزنوه من مياه، ليستعينوا بالتيمم لأداء صلاة الجِنـازة على من قضى نحبه من الضحايا!! كانت الأتربة مُضرجـــةٌ بدمائهم، قبّلها أحدهم باكياً، راجياً من الله المغفرة لأصحابها
فأجابـه آخـر: سيغفـر لهـم، إنهـم أبريـاء. ـأي ذنـب اقترفتـــه الطفولة حتى تُحرق مرتين!!
مضت الساعات الأولى من صبيحة اليوم التالي صاخِبةً حُزناً وألماً، في النهاية نجح أفراد الطاقم الطِبي من إسعاف جميــع الحــالات بنجاحٍ تام.
يتبــــــــــــــــــــع