يا طيفُ..
عبيرُ همسكَ هامَ نوراً أقحمَ مقلتي في وميضِ الأملِ
أرتشفُ عتباتِ حلولِ المحالِ أماناً
يتغلغلُ رغبتي
ويُحيلُ جمودي انسياباً كجدولٍ كان قد جفَّهُ الزمنُ
يعتلي خريرُهُ تطلعاتي نحو الربيعِ الآتي
وكنهُ الارتواءِ فيهِ
تشرَّبتهُ الأحلامُ فترةً خَبتْ..
أ فهل أزفتْ لحظةُ عودتي إلى أفكاريَ الورديةِ
أستشفُ من هاربها عني، بعضاً من وصماتِ سرورٍ وحبور !؟
مكانكَ الروحُ ..يا طيف
وميدانكَ القلبُ ..يهذي إبَّانَ غيابكَ النَّبضُ
ويرتعشُ الصَّدرُ اختناقاً..قربَ دنوِّ الأجلِ..كأنهُ!!
مازلتُ على العهدِ أكتب..
ولو أثقلَ حرفيَ وابلُ الهمومِ ..فنزفَ الشعورَ دُفلى وزيزفون..
ها قد شهدتْ عليَّ صحائفي
والحمراءُ من مدادي
وأنــا.. يا طيف
مازلتُ هنا أنسكبُ بما تودُّ أن تراني عليهِ.. فاهنأ حيثُ أنت..
وخلِّني أتبعثرُ وحيداً.. قبيلَ انعقادِ كؤوسِ الكرزِ على شفاهكَ البريئة
وحتَّى يحينَ أوانُ انبعاثي إليكَ
أتصبَّرُ ... بهمرِ حرفٍ تُحبُّه...
فهل أدركتِ الحروفُ أنني أذرفها؟!
لارتسمتْ على الورقِ إذن دماءَ شريانٍ ملَّ المللَ
والتبسَ عليهِ الحزنُ .. فأرداهُ مومياءَ من الأحاسيسِ المُصبَّرةِ
إلى يومِ يُبعثون...
يا طيفُ
موعدنا في نيسان...
لن أعبرَ الضفافَ نحو المنافي القادمةِ وحيداً بدونك..
وحتى ذاكَ
امنحني إطلالاتكَ الملائكية
علَّني ..لا تفقدني نفسي، في خضمِّ هذا الغمرِ والاغتراب
لروحكَ الأمانُ...ولصبريَ الهذيان
إلى لقاء