كمَنْ أتعبَ الفيافي والقفار
يدورُ أرجاءها سدًى، باحثاً عن ضلالةٍ..أو أشباهِ حوارٍ
يحكيهِ مع الأنا الضائعةِ في مُدلهماتِ الأفكارِ الشاسعةِ التضوعِ والتجبرِ الآسنِ..
وإذ يبني ببراعةِ الخيالِ ثكنتهُ العنكبوتيةَ الواهية الجدرانِ أملاً... - أمسى موحولَ المرافئِ وحيه!
ويُضفي على أثاثها، لمستهُ الاحتفاليةََ المضنية..
دهاليزَ عزلةٍ وأقباءَ وحدةٍ رهيبة....-
يكمُنُ في إحدى زواياها الفارعةِ الظلمة، ليتصيَّدَ أيةَ فرصةٍ لوحيِ أملٍ ما، أو قصاصةِ تفاؤلٍ أقرع..
هل تَراني من هناكَ، أنصبُ للحياةِ أفخاخاً من ترقبٍ أتلفهُ التعبُ؟
حالماً بقيامةِ أحوالي سريعاً، لمحاً وومضاً من حنينٍ يقضُ مدامعي اللاهبةَ فيكَ!!؟
وعلى مرأًى من حنانكَ المبتورُ قلبي للقياه، أتجرَّعُ غصص التصبُّرِ إضمحلالَ رمقٍ لعلهُ يُحيلُ أفكاري هباءً..
ريثما نلتقي هناك..
إيـــهٍ.. كم أزعمُ أنني أثقُ بمقدرتي على اصطناعِ أسبابِ التجلدِ في خواءِ الفانيةِ هذه..
وكم ألتصقُ بفصوليَ المنحرفةِ عن جادةِ البشر، لأقيمَ مآدبَ طقوسي النادرة
وكما اعتدتُ دائماً، أنيرها بصمتٍ مدقع، وأكفكفُ همساتها المتلاطمةِ شوقاً للبوحِ القاتل..
علَّ البوحَ يُريحها... ولكن..هيهاتَ هيهات!!!!!
ليستْ زفراتي قيعانَ همومٍ تلوذُ سطحَ الأرضِ راحةً من أعماقٍ ألهبها فقدك..
ولكن؛ أسباباً تدعوني لكسرِ اليراعِ نصفينِ متماثلين..
بأحدهما، أكتبُ الحرفَ ارتساماً وخيالاً مجنحاً، كما يحلو للأوراقِ انسكابه..
وبالآخرِ، أدونُ الشعورَ أنَّاً مدادهُ الدمُ ما حواكَ لونه، على جدرانِ الشرايينِ ما تحملك..
عهداً كما حُتِّمَ عقدهُ، ومنتهاهُ.. يومَ نلتقي.