بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الحنين المُبين الذي أزَّ يراعي فانغمس في دماء قلبي يخط مشاعر التوق كلماتِ أملٍ فوق الجبين..
**
كل عامٍ وأنت دورةُ الحَول في مدار عمري، تمنحيه عبر فصولك السرمدية الأسطورية أسباب بقاء في هذه الحياة،
وتُتوجين بحناكِ الثَّرِ صفح وجهي ذاتَ فقدٍ ألمَّ جوارحي.. فانكفأ بمجيئكِ العارمِ عن أصداءِ مرايايَ،
مذ أسكنها بريقاً لا تشوِّههُ السنين..
**
كل شهرٍ وأنت ارتحال القمر في مسيرتهِ العُرجونيَّةِ الأزلية إلى حين!
يبزغُ في سماء تطلُّعاتي ومُنى نفسي..إيماءة بهاءٍ، تحزمُ خيوطَ تلألئهِ كبِدَ رؤايَ، بارقةً من مآملِ الكونِ،
يغسلُ بها مُحيَّايَ، ويلفُّ بهفيفِها الأصيلِ دُجى ليليَ الطويلِ،
لوحةَ أنوارٍ طرَّزَت حوافَ بؤسي عوالمَ الكائناتِ، فتلاشت عبرها أقاويلُ تبعثري إلى أبد الآبدين..
**
كل يومٍ وأنت اندلاعُ فجر الأمل في مآقي اغترابي حياتهم الدنيا،
يستوطئُ بصري انبلاجَ قرص شمسكِ الأوفى محمَّلاً بوعدٍ ازدانت لمقدمهِ حياتي بالأمن والأمان،
وقريرةٍ لمستْ شغافَ قلبي، فأينع بالخفقِ يذكر اسمكِ الأبهرَ في عالمي،
لتسري في خرائط جسدي دماءُ عطفكِ الممسوسِ بإرادة الإلهِ الأوحدِ،
من جانب أظلَّةِ العرشِ، قبالةَ سدرة المنتهى، حيث يبدأ تصوُّرُكِ في عميق وجداني، ولمَّا ينتهي حتى بُعيد اندثار العالمين..!
**
كل ساعةٍ وأنت عددُ الأنفاسِ في تلابيب صدري، تتصاعدُ شهيقاً يُدخلُ البهجةَ عطراً في تفاريعِ شعيرات دمي،
بتنسُّمِ عبيرِ احتوائكِ تمرُّدي وشقاوتي، لأتحولَ فيكِ حمَلاً وادِعَ الحركاتِ طفوليَّ السكناتِ والإيماءات..!
وتتبدَّدُ زفيراً يلقي تلوَّعي تصعُّراتِ الواقعِ أمداً بعيدا، على مسيرةِ ألف نجمٍ من مجرةٍ أخرى..
**
كل ثانيةٍ وأنت رفيفُ الرمشِ في جفنِ عيني، يشكُر الربَّ في ملكوتِ عزِّهِ وخُيلائه،
أن وهبني لكِ، لك أنت دون أمَّهات الأرضِ،
فمتحَ بكِ عمري كنْهَ إرواءٍ منقطعَ النظير، فيحاءَ صدركِ المعطاءِ يُغنِّجُ أطرافَ أفكاري،
ويمُدُّها باستيعابٍ جزيلٍ وسع السماوات، إلا من رحيلٍ لن يأتي ولا بالموتِ حينه، والله على ما أقولُ شهيد..
**
كل جزء من الثانيةِ وأنت دفقُ التواتراتِ في سيالات أعصابي، تحملكِ من مرافئ عيني،
ومسامع أذني، وكلماتِ لساني، وخفقات قلبي، ولمساتِ يدي، وكُلِّيَّةِ كياني،
مروراً بإرهاصاتِ أفكارٍ تتغذى بالاشتغال بأحوالكِ المخمليةِ اللبقةِ الأنيقة!
وترصُف في ماورائياتِ وجداني، لبِناتِ تأمُّلي صفاء ذاتكِ،
بانشداهٍ لا تدركهُ عيون الآدميينَ.. ولا .. ولا هم يُحاولون!
**
وكُلِّي هباءٌ دونكِ.. يا أيقونة الله في ماهيَّةِ روحي إلى يوم يبعثون...