بأي حال عدت يا رمضان...
أتى رمضان والحال غير الحال..لم تعد هناك حكايا غير حكايا مؤلمة هنا وهناك..أينما أدرنا وجهنا نجد مآسي وأهوال..
في بداية الشهر الفضيل قمت بعدة مكالمات هاتفية لمعايدة الأصدقاء والأقارب أشارككم ببعضها.
هاتفت أخي في ليبيا وسألته عن حاله وحال عائلته في ظل أجواء عالية التوتر بمنطقتهم وهي مدينة مصراتة التي لا يخلو خبر عن ليبيا من ذكرها.. فأجابني باقتضاب " ان شاء الله خير، ما تخمموش علينا المهم انتوا كونوا بخير..الله كريم"
هاتفت صديقة لي في غزة لأعايدها بحلول رمضان..شكرتني بحرارة وقالت لي: " نحن في حالة صيام متواصل، لا تنسونا من دعواتكم ..لقد ضاقت بنا السبل ولم نعد ندري ماذا نفعل..بتنا نستحي من نظرات أطفالنا التى تؤنبنا على قلة حيلتنا وعدم قدرتنا على تلبية رغباتهم".
هاتفت صديقة سورية مقيمة في كندا فسبقتها دموعها وبالكاد وصلتني منها بضع كلمات انفلتت من بحر الدموع..لقد جاء رمضان ولم يعد يرن هاتفها من الأهل لإن معظمهم قد قضوا تحت القصف الوحشي..قالت لي: لم يعد لدينا عين نفرح أو نعيش كباقي خلق الله...نحن ميتون ونموت كل يوم ألف موتة..
هاتفت صديقة عراقية أيضاً بكندا..اضطرتها ظروف الحرب على العراق للهجرة لإكمال دراستها هناك..قالت لي بلهجتها العراقية " ما خلولنا شي نحتفل بيه..باوعي اش قاعد يصير بالعراق..يا معودة والله المرارة ما تفارق حلجي"
أصبت بإحباط وأغلقت هاتفي وقررت عدم معايدة أحد..فالوضع لا يسمح بالفرح حتى بمواسمنا الدينية..
هكذا أرادوا لشعوبنا أن تتلبس بالحزن وان تفقد نكهة الحياة...هكذا أرادوا لنا أن تمرجحنا الخيبات وتخنقنا الأزمات..
اخوتي وأخواتي الكرام ..تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال..
شكراً غاليتي بسمة على فتح هذه المساحة الرمضانية..كل رمضان وأمتنا الاسلامية بخير
سلوى حماد