عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-2016, 01:58 PM   رقم المشاركة : 19
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية ألبير ذبيان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ألبير ذبيان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي (*) محاولاتٌ يائسة

ختمت رحيقَ الياسمينِ بلحظها الفتَّانِ ألهيةَ اللقاءِ نضارةً..
من ثَمّ.. غابت في أتونِ الفقدِ شأواً من رحيلٍ غلَّ مسكونَ المدى بظلالها الفيحاءِ وسْعَ شجونهِ
فتنصَّلَ الآفاقَ.. ولَّى عن رجاها غارقاً في حزنهِ .. بُعداً تماهى في ملمَّاتِ الأنين...
**
عندما يحتضرُ شفقُ الوداد، إيذاناً بقدوم غطرسةٍ ليليَّةٍ عاتية؛ تنشر جلاوزتها أركانَ السماءِ تكبُّراً وعُلُوَّا،
يحتدُّ في بؤبؤِ العينِ خيالُ رفيقةِ الرِّيح!
تتوسَّدُ أشفارَ العتمةِ، وتوحي لقريحةِ كاتبها الأثيرِ.. بهنبساتٍ ماورائية ماتعة!
لكأنَّهُ حال تبثها أعماقهُ التواقةَ طيفها الشفيف، يسلو معها همومهُ تارةً من تفكر ملأ خلايا عقلهِ التعبِ!
يظنَّهُ العابرونَ بوحهُ العذبَ، مسكوناً بأشباحٍ ذاتِ أطوارٍ عجيبة التقمص خفايا ذاتهِ المجنونةِ أصلاً!!
المجنونة إذ اقترفت الكتابة.. ولا ريب..
في هذا الجوِّ العاتمِ الضَّبابي الرؤى..الممزوجِ بأحلامِ عناقٍ جمع ندى المعاني وكؤوسَ زهر الصفحات المضناةِ بوحا..
تَجمع رفيقة الريح مضامين مكوثها الأينعِ في تطلعاتهِ التأمليَّةِ البعيدة..
تحزم حقائبَ وحيها الهامس قشعريرةً خفقت في قلبه الحاني..
وترفرفُ بجنحي سنونو تلهَّفَ صعودَ السماواتِ..
تاركةً إياهُ بين حفنةٍ من تبغٍ استشاطَ دُخانَ أمانٍ تلاشت..
وبين أشلاءِ كيانٍ فُرِّغَ من جوارحَ ازدانته ذاتَ لقاءٍ.. عدَلَ في عمرهِ سنيَّ العمر كله!!
يُعربدُ الوقتُ القاطعُ على لحظاتهِ تلك بنشوةٍ نكراءَ..كان قد ألِفها قبيلَ كلِّ ذرفٍ مسيس...
**
كم موبوءً بالشجنِ باتَ على شفير الصفحات..!
وكم تعتريه خلجاتٌ انتفض لها جسدهُ المرهق آماداً من ضياعٍ أكيد..
على هذا.. ألم يئن لليراعِ صلَفٌ تجفُّ عبرهُ مستنقعاتُ الوجدِ باعاً من سكوت..؟!
سؤال في فيء الظلالِ مرهونٌ بالعمقِ والذرفِ ..وأشياءَ لا تدركها لغاتُ البوحِ عالم الآدميين...!
إلا أنتِ...












التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة