يصحبها الماءُ والطِّينُ كُنهَ خلقٍ أزليِّ السماتِ، عالمَ ذرِّ التجنيسِ نوعا وتصنيفا..
إيناعُها مرهونٌ باندراجِ مُتعةِ الحواسِ، قوائمَ احتدامِ اللَّذةِ،
على شفا أهبةٍ من بلوغِ الروعةِ حدَّ الهذيان!
**
في دجيِّ ليلها الهائمِ أبعادَ ضفافِ كأسِها المملوءِ جنًى وخصباً مديدَ المحاصيلِ،
تركنُ للراحةِ، مطبقةً شفاهها الأسطوريَّةَ، على مسيسِ لهفةٍ يؤزُّها شغفُ الإزهارِ أوانَ اللقاء!
لقاؤها الذي اغتبقتهُ اشتهاءً أركس الأعرافَ،
وأفرغَ قواميسَ اللغاتِ من محارفِ الرصانةِ والوقار..
**
يترقبُ أثيرُها العاشقُ -دونَ العالمينَ- إيحاءاتِها الفارهةِ توقاً لحتميَّةِ العناق..
وإذ يوميهِ لحظُ عبيرها الفتَّانِ باعاً من هيامٍ لافتِ الحركةِ والسكون،
تنتشي بندى إطلالته العذبةِ، ارتواءً تمازج فيه وأريجِ أعماقها المكنونِ
لينسكب من فمها الشآميِ الارتسامِ رحيقاً احتوى لذائذ المضامينِ
على ضفافِ كؤوسِها الأجدرِ باكتنازِ العبقِ ذاتَ سيلانٍ،
لثمهُ الأثيرُ رضاباً فاحَ على شفاهِه الأرقِّ عطراً نادراً،
أسكرهُ دهراً من ترنُّحٍ،
ذهلَ لاستنشاقهِ ليلها المتوَّجُ بدلاهمِ أسرارها الغنيةِ المرامي والإيحاءات
بعد راحتها المملوءةِ اتِّقاداً..
لا تدركُ تراكيبهُ العجيبةُ مهما حاولت زهور الأرضين..