عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-2016, 02:41 PM   رقم المشاركة : 5
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية ألبير ذبيان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ألبير ذبيان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي (*) عنايةٌ مركَّزة!

-لم يتراكضون هكذا حولنا يا تُرى؟..وكأنَّ وقع خطاهم على الأرض يحفرُها حفرا!!
-إنها أفاعيلك يا بريء! وكأنَّك لا تعلمُ ما فعلت؟ حتى استغربتَ كل هذه الغرابة!
-وما فعلتُ يا ألبي؟ أنتَ تُريبني كما همُ الآن مرتابون متحلقون حولك وحولي.. ماتريد كل هذه الأشباح البيض والخضر الرداءِ منَّا!؟
ولِم يتكمَّمون وكأنهم حفنةٌ من لصوص وقُطَّاعُ أوردة؟
ومن هذه التي تربط ذراعَكَ وتغرس فيه من إبرها المتصلةِ بعمودٍ غريب الشكل في قمته كيس ماء!
أبات الماء يعلقُ في أكياس في هذا المكانِ المشبوه!!؟
وهذه الأجهزة المنكرة التي تحفُّنا وكأنها أشراكٌ تقنيَّةٌ تترصد كل خفقة ونفس مني ومنك...!!
-أنت في غرفة العناية المركزة يا قلبي، بُعيد نوباتِ انقباضكَ المستعصيةِ على الخفقِ ودفق الدِّماء..
-أها..! هل هم أغبياءُ حتى يأتون بنا إلى هنا؟ ما ظنُّوا؟ ما لهم ولأحوالِ انقباضي ونوبات التياعي وتوقي..؟
ثمَّ.. من قال أنَّنا نريدهم ليخفَّفوا عنا ما نكابد.. من قال أن الشفاء في حفنتهم وأجهزتهم التي لا تسمن من وصال؟!
-أنت هنا لتُراقَبَ فقط يا قلبي، هؤلاء القوم يتربصون بانتكاساتك الطارئةِ ألا تحول بينك وبين الحياةِ لا أكثر..
-كفى بحق خفقي عليك ألبي.. هذا هراءٌ مبين.. تعلم تماماً، ألا شيء يحول بيني وبين هذياني حال التياعي ولواعجي..
لا شيء يمنعني عن ممارسة حقي المشروع مطلقاً في الوله واللهفة حد انفجار النبض وثورة الخفقان!
لن يوقفني أمر عن مزاولة حبِّها، والشوقِ لها، وربما التوقف على شفا ارتوائها ولو في عالم آخر..!
-أنا أعلم هذا تماما، ولكني لم أملك وعياً لأخبرهم بما أصابك، فظنوا أنك من طارئ عضويٍّ تلكَّأتْ أحوالكُ
وماعدتَ تعمل كما ينبغي..
-وهل دوائي في غرفتهم هذه؟ في مكانهم المقيت هذا؟ تحومه رائحة شقيةٌ تملأ أثير المكان القبيح..
أكاد أتوقف الآن والله... فليدعونا وشأننا!
-أنا أعلم تماما ما دواؤك يا قلبي، وأعلم ما يشفيك وما يرد الصحة في مرافيك..ولكنهم لا يرون ما نرى..
ولا يشعرون بما تشعر، وتحمل من أحاسيس هي ليست مرئية لهم..
هي غامضة متوارية عن أنظارهم في عالمهم هذا..
عالم الماديات والاعتبارات والسخف حد المجون...!
على كل حال.. أيام قليلة تمضي.. وسنذهب عن هنا،
أعِنِّي بجلد منك وتعافٍ.. فمللي لا ينقص عن مللك بذرة..
-اشتقتها يا ألبي.. اشتقتها..
-اهدأ!
-أين هي الآن.. لوكانت هنا لتعافيتُ
فوراً مما يظنهُ هؤلاءِ الحمقى مرضا ..؟!
-إنها تسكُنُك...فاسكنِ الآن!
-عشقها تماهى وخلايايَ، فغطَّيتُ بالتَّامورِ غرامَها ألَّا تزعجهُ احتقاناتُ الدماء الغبية كل حين..
وخيالُها لا يفارقُ صدى خفقاتي، مع ما يحملهُ من رقة وعذوبة وبراءةٍ بشغفها وجمالها الفاتن...
-اهدأ بالله عليك.. ستسوءُ الأمور ويأتون بأجهزة أخرى لعينة..
-فلتسؤ! لن أتوقف عنها حتى أتوقف يا ألبي.. وتعلم هذا جيدا..!!!
-أعلم أعلم.. لنتصبَّر فقط حتى نخرج من هنا، ولك ما تريد...
-أريد أن أبكيها توقاً بخفقةٍ أعتى..
أريد أن أنقبض انقباضةً مدوِّيةً تملأ الآفاقَ بها تعلُّقاً والتياعا..
أريدها فيَّ إلى الأبد...إلى الأبد...
-افعل ما شئت يا قلبي، ولكن بحذر شديد.. افعل بتصبر وتجلد ألا ينتبه عليك هؤلاء.. فهم يراقبون من حيث لا تعلم.
-لا أهتم لهم.. سأفعل ما أشاء كرماها! أهيمُها يا ألبي.. أهيمُها حد الانفجار ..فالسكون..
-بلى.. أنت كذلك ولن تكون إلاكَ.. وإلا فأنت لست قلبي ولن تكون..
نمِ الآن قليلا.. وليقرَّ خفقكَ المتيَّم.. لن ينتزعها أحد منكَ..ولن يأخذكَ أحدٌ مني، إلى أن يجمعنا الله في عالمٍ آخر.
-حسناً ألبي... سأقرُّ وأهدأ كرماها، ثم كرماكَ بعدها....
-بلى افعل..افعل.. خفقانُكَ روحُها، وأحلامُكَ طيفُها، وأنت بها معافى يا قلبي.....لها فقط!
















التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
آخر تعديل ألبير ذبيان يوم 07-10-2016 في 03:29 PM.