عرض مشاركة واحدة
قديم 08-09-2016, 01:20 PM   رقم المشاركة : 46
عضو هيئة الاشراف
 
الصورة الرمزية منوبية كامل الغضباني





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :منوبية كامل الغضباني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: تحت الضوء ( 5 ) في قصيدة النثر

نصّ نثريّ به صناعة بلاغيّة دقيقة واستعارات تضع معانيه في صور يحسّها المتلقي منذ مباشرته له.
فهو ثريّ" اللّغة قويّ العبارات وقد اتقن كاتبه في صياغتها تما يُظهرُ براعته وصدق إحساسه ولعلّي أسوق هذه المؤيدات من النّص لهذا
يقول الكاتب

لم يكن حُلماً ذاك الذي

يفاوض أصابع الإختناق بشهقةٍ هلامية الطقس

ويصلب قبعة رحيقهِ الماكر على جذعها المائل

فهناك صنعة لفظية أفضت الى المعنى والصّورة الشعريّة المراد التّعبير عنها
فالإستعارة للمفاوضة وأصابع الإختناق ...والشهقة الهلامية كلها تدفع بالمتلقي الى الوقوف على الصّورة الحسيّة الوجدانية الإنفعالية للكاتب بما يجعلها قريبة تلامس أحاسيس هوهو يقرأها .
دون أن ننسى الجملبة التي استهلّ بها نصّه
لم يكن حلما ذلك الذي....
كان طيفاً يمسّد حبل الوريد بتسلقٍ أعرجٍ
لهاوية قمتها كبقعة زيتٍ عابرة يتكبد عناء الطفو فوق مواجعها
فالإجابة والإخبار عن هذا الذي
كان طيفاً يمسّد حبل الوريد بتسلقٍ أعرجٍ
لهاوية قمتها كبقعة زيتٍ عابرة يتكبد عناء الطفو فوق مواجعها

وقد جاءت العبارات
يمسّد....بتسلّق أعرج....هاوية....قمّتها زبت....يتكبّد ...عناء الطّفو ....فوق مواجعها
معتمدة على التّشبيه والمجازبأنواعه موحيّة معبّرة على الحالة النّفسية العسيرة مقدّمة وطأة الوجع والشّجن بصورة دالّة.
ليتواصل النّص على وتيرة لا تخلو من توليد لمعاني المكابدة والحزن والضّياع
ومن الصّور الإستعاريّة الممتازة


يُدحرجها
حيث يخبئ صوتها المكسور بين ذراعيه هدأتها أمواجٌ غجرية

والشاطئ حضنهُ جاحظ(فالعين تجحظ عجبا ربّما...حيرة....ذهولا ) وكذا حضن الشّاطئ...فالحالتان متشابهتان متعاونتان على تجسيم الوضع
ولولا.....لما
يجيئ إستعمال هذه الصّيغة الصّرفيّة لتكسب النّص روافد جديدة ترتّب لوجع أكبر ومكابدة أعتى وأقوى

لولا حُلمها الممزّق في القصائد
لمَا استباحت الجهات الكاذبة شراع قلبها

لمَا ركضت بخلخال الوقت التالف
لتلملُم البسمات من أعماقه كيف تسقط في إسفنجة حرمان
تلعق ماء جوارحها قبيْل انفراج العناق

استباحة ...ركض ...لملمة.....لعق..
وهي كلمات ايقاعاتها على النّفس قويّة...
ويتواصل النّص بكلّ عناصره اللّغويّة من تراكيب ومشتقات وأفعال وصيغ ليفيض وجعا وشجنا وخيبات وانكسارات
وقد وفّق صاحبه في التّعبير عن صراعات نفس وهمومها ...وقد ساد أسلوب كتابته كما أسلفتُ القول صناعة لغويّة دقيقة أبرزت معانيه ووضعتها في إطار أبداع فريد
فكلّ التّقدير لكاتبه الذي أمتعنا به على شجنه













التوقيع

لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ:

سيِّدةً حُرَّةً

وصديقاً وفيّاً’

لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن

لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن

ومُنْفَصِلَيْن’

ولا شيءَ يُوجِعُنا
درويش