قديسة الحروفِ في معابد اللغاتِ الأشهى خيلاءً وامتشاقاً للمعنى المتفردِ عمقاً ..وأمدا:
حين تحين صلاة الأحاسيسِ في محاريب تفكُّركِ الأرقى على مسافاتٍ ضمنيَّةٍ من فتون،
آتيكَ الوضوءَ ملتمساً طهركِ الأنقى يعتري ذائقةَ خفقات قلبي، تترنَّحُ مخيِّلتي صلافة الدنيا وهمجيَّتُها الأدهى تصعُّرا..
أبتهلُ الحنينَ في ربوعِ أعماقكِ أن يكسو اشتياقي بغزارةٍ من لقاءٍ مجَّدهُ الأزلُ ذرَّ الكائنات،
وأودعهُ رحمَ المنى -يا مناي- علَّها تحتضننا إبانَ ولادةِ الوقت في عمر الكون المديد هذا.. برهةً من قريرةٍ وصفاء..
**
في قنوت الصلاة تلك.. يتأبَّدُ وحيكِ شعوري متنزِّلاً سماءَ الهيامِ احتداماً أرَّخَ عشقي في دواوين العصورِ عوزاً عظيمَ الاحتياج..!
كيف أنِّي تحملُني مداركي بعد كل هذا الانشداهِ الغامرِ مرائيكِ في كل اتجاه؟!
لأبقى متأمِّلاً.. متأمِّلاً.. متأمِّلاً ماوراء حدودِ الخيالِ، بمسيسِ غرابةٍ ..يَسِمونها بالجنونِ هنا.. في عالمهم الفاني المؤطّرِ بتوافهِ العمرِ والحياة!
**
تنتابني في غمار الدعاءِ مضامينُ كثيرةٌ، أقربها إلى قلبي.. كلُّها!
تتجسَّدُ روحُكِ عبرها كياني، بلهفةٍ صادمةٍ عاتية!
أقلها عتواً.. تلك التي لا تبقِ في كنهي معالمَ تنتميني، كما كنت أعرفُني قبلاً..!
لأبدوَ مرسلَ الأفكار.. متلاشٍ على حسيس همهماتِ التجلِّي.. بُعيدَ اكتمالِ التقمُّصِ كحالةِ انهيارٍ عارمٍ.. ولا انهيار!
**
أسْلِمْكِ أنايَ بمنتهى احتضار الروحِ أفولَ الحياةِ في جسدِ الزوال..
كأنني انسلختُ توَّاً من آصارِ ارتباطي واقعي اللئيم.. وانضممتُ عالمكِ الأشهى مطلقاً رغمَ كل شيء..
أنا هناكَ الآن.. بين يديكِ الملاكِ، ترسمُ أناملك معالمي من جديد..
لأصبح خلقاً آخر أسميتُني "ألبكِ" كما اقترحتْني أعماقكِ على محمل رؤًى أسطوريَّةٍ ممتدةٍ في عينيكِ الجَمال!
**
اقرئيني حال أصلكِ.. بلاوعيٍ جزيلٍ يشبهُ اختلاطَ لكنتي بماهيَّتكِ الأجدرِ بحرفي..
لأسهبَ في فهمِ ذاتي حين ضياعٍ عنكِ، كالتْهُ السنونُ بكلاحتِها الأجدبِ على مرِّ الثواني الضوئيةِ المسافات..
أحبك..
لقاء.....