الموضوع: /// أرسلتُ لكْ \\\
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-30-2016, 12:00 PM   رقم المشاركة : 53
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية ألبير ذبيان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ألبير ذبيان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي / ذرف \

يأخذني الصبر فيكِ مساربَ عاتية!
يأخذني من قهري والتهابِ جوارحي.. وارتعاشِ ملامحي.. وانهياري.. على شفير موتٍ ... أو كدت!
أتمناكِ هناكَ.. تحضنيني بمُلكيَّةٍ نافذةٍ لبروتوكولاتِ واقعي، بحتميَّةِ الخلاصِ الأخير من بوتقةِ ارتهان الدنيا وجبروتها اللعين...
**
أوقاتُكِ أنا يا منية النفس حيث أنتِ.. حيث كنتِ..
أتجمَّلُ هدوئي ورصانةَ أحوالي أمامكِ احتداماً ألمَّ خواطري قبيلَ أبثكِ إيايَ على موائد العشقِ والهيام..
وأخفيكِ -وأنت تشعريني تماما- احتراقَ أعماقي وتفحُّمَ بقاياها تولُّعاً مريرَ الأسفِ باعاتٍ من تفكرٍ وشجون..
**
على كل حالٍ يا مُناي..
كنت أخبرتكِ أنني أكره الكتابة غالباً، وأمقتُ توغلها فيَّ أمداءً من بوحٍ قابعٍ دون راحتي على مقربةٍ منها.. ودون بلوغ!
لعلَّي اقترفتُ رذيلةَ الحروفِ إيذاناً بقبولي انتكاساتيَ النفسيةِ المتكررة، أعطفُ على أحوالِ قلبي المضمَّخِ بتوقٍ قاتل أحاطهُ كالتَّامور..
وأستنجدُ عرفانيَ الربوبيَّ إنقاذي تهلكاتِ النفسِ وأوامِرَها الفاتكة مُضيَّ العمرِ في دروبهِ المحددةِ نحو غاية المصير..
**
عندما أقترف جرمَ الكتابةِ، وأعي تماماً أن مآلي بعدهُ إلى زنازينَ مترعةٍ بأهوالِ اللحظاتِ والأمنياتِ المبعثرةِ والمآمل المخذولة..
أضعُ القيدَ في يدي بمنتهى الوقاحةِ الأدبية! وأتسربل ذاك الزيّ المخطّطَ بألوان انبهاري بصلافةِ يراعي، وسطحيتهِ المتكبرةِ على أعماقي!
يخطُّها بمنتهى البرودِ على مدارجَ سطريَّةٍ جليديةٍ، لا تلبثُ أن تقف على معنًى ما، حتى تزحلقُها تُرَّهاتٌ منكرةُ الواقعِ بتأثُّرٍ مبين...!
**
حبيبتي مُنى،
اعذريني.. ليتني كنت ذاك السَّطحيَّ التافهَ الممتلئَ باللاعمقِ واللامضمون..
ما أشدَّ راحتي وأهنأ عيشي وأهدأ أحوالي إذن..
وماأتعسني كاتباً أجيد رسم الفراديس بالحروفِ.. وأتطلَّعُها من وراءِ زجاج الخيالِ، لا سكنَ ولا دخول..!
ربما يا أملي.. أتحفني العمر بغيبوبةِ حواسٍ سحيقةٍ لِما تبقى فيه من مساحة شقية، تتقاذفها الأيامُ ملعبةً وتسلية..!
توقفتُ فيها عن ممارسةِ جوارحي فنونَ تقتيلِ مشاعري، وشحن خفقاتِ قلبي بالأسى والشجن كل حين..
**
ذرفتُ كثيراً هذه المرة.. اعذريني مجدداً يا كلِّي وأنايَ..
لعل اللقاء قريب.. لعله قريبٌ ما وراءَ الجراحِ حيثُ لا يخطر على بالِ الحمقى والمرضى والبليدين...
**
أحبكِ
لقاء.....












التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
آخر تعديل ألبير ذبيان يوم 08-30-2016 في 12:07 PM.