حين يمتدُّ بي الليل حتى أشعة الصباح الأولى
معبِّئً رئتي بأنسام حبكِّ الأوفى توغلاً في عوالمي..
تقمُّصاً روحي.. انعكاساً مرايايَ.. تفنُّناً خفقات قلبي..
أدرك يا لينُ حجمَ أنتِ فيَّ بإصرارٍ قاتلٍ لذيذ!
ألمحُ على حينِ تفكُّرٍ مليٍّ، مهول تعلُّقي الذي يُخيفُكِ عليَّ.. ذاتَ حوار!
**
صباحكِ النَّدى يا أرقَّ المخلوقاتِ في حياتي ..
على تراتيل أثيرٍ دمشقيٍّ لفحَ جوريَّةَ البيت القديمِ منتشياً عطرها الأخَّاذِ..
أكتبكِ رسالتي هذه، علَّها تصلك مع أشعة الشمسِ الأولى حيثُ أمكنتُكِ المقدسةُ في قلبي..بك!
مخرتُ عبابَ الليلِ البهيمِ بشتى مراكبي المضناةِ سُهداً بعشقكِ الأزليِّ مع روحي..
رائياً موانئ أحضانكِ المشتهاةِ تلوحُ في أفقِ أملي -يا أمل- ملوِّحةً بالتوقِ واللهفةِ عناقي أمد الحياة..
إلى ما بعد الحياة..!
**
أرشفتُ في خوابي الليلِ هذيانَ أحوالي دونكِ..
علَّ السُّكرَ يمحو ما كابدتهُ أعماقي برينِ البعدِ ووطءِ العمرِ المَرارِ مذاقَ اللقاءِ المستعصي..إلى ما وراء النهايات..
**
تعلمين يا حبيبة،
أنَّ الصباحَ من عينيكِ.. ينهمرُ دُجى يتمي ليُحيلَها أمداءَ نورٍ مشبعٍ بآمالِ الهناءاتِ القُزحيَّةِ الليلكيَّة الأريج!
يقتصُّ بؤسي واغترابي دنياهم هذه، باحتواءٍ مذهلٍ أقبيةَ اضمحلالِ أحلامي..
بُعيدَ إرهاصاتِ أضغاثِ وُجومي، واستعلائها آفاقَ بوحي حقبةً من حزنٍ كادَ يجترُّ كنهَ ما تبقى من العمر!
**
دعينا من الغرقِ الآن.. وخذيني لاستغراقٍ مكينٍ في فتنكِ الأشهى خفقاتِ قلبي..
أتطلعُكِ الوميضَ الساحرَ أحوالَ نفسي، يغتبِقُها بشعاعِ منًى سرمديَّةِ الطابَعِ.. تشتاقها روحي قربكِ ذاتَ مدار..
تركتُ للكونِ الحبَّ.. واعتنقتُكِ في واقعي قداسةَ الهيام!
واختزلتُ في كيانكِ الأرقِّ، إناثَ الأرضِ وحورِ الجِنانِ.. بجنونٍ لافتِ للعقولِ النَّيِّرةِ المَلكات..
حتى تشاحنت غيرتَكِ في مرايا نفسي أشباحُ الكائناتِ .. وعيونُ الزَّهرِ في بلدي ذاتَ استغراب!
وحتى.. لاحقتني مستعبرةً أنَّاتُ الهمومِ، عازمةً ثنيي بألف لاتٍ ولات!.. ولكن هيهات!
**
أقبِّلُكَ الشمسَ بتشابكٍ ملحميٍّ شفاهَ السَّماءِ.. حتى ينهمر رَضابُ العِناقِ ودْقاً يحيا لثمهُ جفافُ غدرانِ التَّوقِ ذات جريان..!
وأضمُّكِ اعتناقَ الدَّمعِ أجفانَ الحنينِ، في مآقي الراسخينَ إلياذةَ الحبِّ.. في أكنافِ التولُّعِ على مقربةٍ من هناء..
**
ألا عمتِ يا لينُ الصباحاتِ فاسلمي..لأنتِ حياةُ الروحِ والقلبِ فاعلمي..
أحبك..
لقاء.....