عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2016, 12:39 PM   رقم المشاركة : 5
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الخلاف لا يفسد الود

تعودنا في مجتمعاتنا أن نتلقى الأفكار والآراء معلبة وجاهزة ومغلفة، ولا مجال للكشف عنها ومناقشتها أو الاعتراض عليها سواءً كان ذلك في التعليم أو في مختلف شؤون الحياة ونشأت على ثقافة يسود فيها الخلاف، بمعنى مخالفة كل ما يعارض أفكارنا وتفكيرنا وميولنا، وقد ترسخت تلك الثقافة في اللاشعور العربي نتيجة للتخلف والتأخر الذي عرفته مجتمعاتنا، فأنعكس بصورة أو بأخرى على سلوك الناس في كثير من الممارسات التي تتحول إلى تقاليد لا إبداع فيها، وترتسم أنماط ثابتة من السلوكيات ومناهج العمل تكاد لا تتغير من جيل لآخر على الرغم من بروز تحديات جديدة ومتغيرة,,وغابت عنها ثقافة الاختلاف تلك الثقافة التي تعني احترام كل وجهة نظر ورأي واختيار مخالف لآرائنا وأفكارنا وسماعه ومناقشته في أجواء يسود فيها الاحترام والهدوء وسعة الصدر .
إن احتقار الرأي الآخر أو رفضه و الإستخفاف به ليست من الشجاعه أو دليل قوه فى شىء بل العكس سيؤدي للتوتر والعصبية وفشل العلاقات بين البشر, بل وقد يصل الامر بين الطرفين لتصرفات غير قانونية وغير لائقة تؤدي لمشاكل يصعب حلها,,فالتعود على الاستماع إلى الرأي الآخر صفة حضارية غاية في الأهمية، وضرورة من ضرورات التقدم والتطور، ودلالة على رقي المجتمع لأن وجودها يفتح المجال أمام الإبداع في طرح الآراء والأفكار المتنوعة والمختلفة عندما تتوفر بيئة اجتماعية وثقافية وسياسية مناسبة تتميز بالمرونة والإيجابية والتفاعلية تجاه الرأي الآخر تعتمد على احترام الأفكار الجديدة والمختلفة و تستلزم أيضا التربية على احترام الحق في التعبير عن الرأي، والفصل بين الفكرة وصاحبها كي تكون المناقشة موضوعية بعيداً عن التصنيفات وازدراء الأشخاص فمن يدري ، قد نتعلم شيئا من خلال الاستماع بجدية إلى الرأي المخالف ونكتشف أن حتى رأينا ليس جيدا كما كنا نعتقد.
حان الوقت لنتعامل مع أي رأى بعقل منفتح وبقلوب صافية نظيفة مدركة مُحبة لنعيش براحة وأمان وسلام.

شكراَ لك دكتور
تحياتي












التوقيع

  رد مع اقتباس