عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2016, 07:44 AM   رقم المشاركة : 5
اديب
 
الصورة الرمزية صلاح الدين سلطان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :صلاح الدين سلطان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: قد يخفت الشوق لكنه لايموت...

قيس المعزة
ماأن ذهبت الى الفلوجه مرة أو مرتين بعد فراق طويل حتى نهض الشوق في أعماقي وانتفض...حنين الى درب وزقاق وشجره..وبيت تربيت فيه وفارقت عنده أبي وأمي..فجر اليوم قلت سأتوجه الى الفلوجه..فالشوق والحنين يصطخبان في صدري كموج بحر يلطم الضخور عند الشاطئ..قالت لي صاحبتي..ألم يمت الشوق في قلبك..؟؟ والحنين..قلت ..الحب لايموت من جوع أو ظمأ..الحب لايهرم ولا يموت..قالت..لاتذهب فالدرب مزروع بالألغام..هكذا قالوا ..وكثيرون ماتوا بلغم..أو رصاصة حاقد..قلت لاتخافي علي وأنا ابن الصحراء وطول عمري لاأعترف بالحدود ..أسافر بلا جواز سفر..قالت لكن الأغام تخيفني..قلت لكنني لاأخاف..قالت ..أودعتك ربي لتعود لي سالما ..قلت ..أنا ذاهب..كان الطريق الى الفلوجه مزدحما بالسيارات والمسافرين لكنه اليوم خاو فارغ..لي ذكريات مع هذا الطريق..يوم انتفضت الفلوجه ضد الأمريكان كنت أسير عليه وأرى الدبابات الأمريكيه وناقلات الجند محروقه على جانبي الطريق..بين واحدة وأخرى خمسين أو مئة متر..أذكر معارك الفلوجه ..وامام عيني تم اسقاط طائره هليكوبتر أمريكيه وقتل طياراها..على بعد مئة متر من مقر تواجدي..أذكر الكثير..كنت في قلب المعركه..وعندي ألف حكايه عن رجال أساطير..نحن لانبكي الا عندما يصطخب موج الخير في صدورنا..يوما جرى دمعي وتحشرجت أنفاسي لرؤيه نساء وأطفال يحملون الخبز والماء على الطريق يرسلونه الى الفلوجه..أبكاني طفل يحمل علية حليب أطفال..استلمت دواء للجرحى فادخلته مع صديق الى الفلوجه تحت النار..
دخلت المدينه..تجولت بلا هدف..شربت ماء..وتناولت وجبة كباب رائع..فرحت به أكثر من تذوقي له..لم أقف عند البيوت التي هدمها المجرمون ولا العمارات ولا الجوامع التي سويت بالأرض فقد اعتدت على هذا المنظر منذ معركتنا مع الأمريكان وكان بيتي وبيت والدي من ضمنها..توقفت طويلا عند نخلات زرعتهن يوما في بيتي..لقد كبرن ..كطفل تغيب عنه ثلاث سنوات ثم تراه صبيا..وفي مكان أخر رأيت شجرة نبق (سدر)أحببتها..زرعتها بيدي..كل ماحولها مات..هناك كان مركز عملي..ذهب كل شيء لكنها صامده..تتحدى الشر والجريمه..لم تشرب ماء منذ سنوات ثلاث..ورأيت أزهار الثمار تتفتح..كانت لحظات لقاء عاشق بمعشوقه..جلست في ظلها..ونظرت الى الأفق البعيد..بصمت..أفرغت كل ماكان معي من ماء عند جذورها وقلت لها..سآتيك بالمزيد..وألصقت شفتي على جذعها في قبلة عشق..هي كل ماتبقى لي من ذكريات..عشرات الأشجار احترقت أو ماتت عطشا..وقطيع غزلان وأشياء أخرى كنت أحبها سرقها الطغاة..رفعت رأسي الى السماء وقلت...يااااارب....فجر اليوم قلت سأتوجه الى الفلوجه..فالشوق والحنين يصطخبان في صدري كموج بحر يلطم الضخور عند الشاطئ..قالت لي صاحبتي..ألم يمت الشوق في قلبك..؟؟ والحنين..قلت ..الحب لايموت من جوع أو ظمأ..الحب لايهرم ولا يموت..قالت..لاتذهب فالدرب مزروع بالألغام..هكذا قالوا ..وكثيرون ماتوا بلغم..أو رصاصة حاقد..قلت لاتخافي علي وأنا ابن الصحراء وطول عمري لاأعترف بالحدود ..أسافر بلا جواز سفر..قالت لكن الأغام تخيفني..قلت لكنني لاأخاف..قالت ..أودعتك ربي لتعود لي سالما ..قلت ..أنا ذاهب..كان الطريق الى الفلوجه مزدحما بالسيارات والمسافرين لكنه اليوم خاو فارغ..لي ذكريات مع هذا الطريق..يوم انتفضت الفلوجه ضد الأمريكان كنت أسير عليه وأرى الدبابات الأمريكيه وناقلات الجند محروقه على جانبي الطريق..بين واحدة وأخرى خمسين أو مئة متر..أذكر معارك الفلوجه ..وامام عيني تم اسقاط طائره هليكوبتر أمريكيه وقتل طياراها..على بعد مئة متر من مقر تواجدي..أذكر الكثير..كنت في قلب المعركه..وعندي ألف حكايه عن رجال أساطير..نحن لانبكي الا عندما يصطخب موج الخير في صدورنا..يوما جرى دمعي وتحشرجت أنفاسي لرؤيه نساء وأطفال يحملون الخبز والماء على الطريق يرسلونه الى الفلوجه..أبكاني طفل يحمل علية حليب أطفال..استلمت دواء للجرحى فادخلته مع صديق الى الفلوجه تحت النار..
دخلت المدينه..تجولت بلا هدف..شربت ماء..وتناولت وجبة كباب رائع..فرحت به أكثر من تذوقي له..لم أقف عند البيوت التي هدمها المجرمون ولا العمارات ولا الجوامع التي سويت بالأرض فقد اعتدت على هذا المنظر منذ معركتنا مع الأمريكان وكان بيتي وبيت والدي من ضمنها..توقفت طويلا عند نخلات زرعتهن يوما في بيتي..لقد كبرن ..كطفل تغيب عنه ثلاث سنوات ثم تراه صبيا..وفي مكان أخر رأيت شجرة نبق (سدر)أحببتها..زرعتها بيدي..كل ماحولها مات..هناك كان مركز عملي..ذهب كل شيء لكنها صامده..تتحدى الشر والجريمه..لم تشرب ماء منذ سنوات ثلاث..ورأيت أزهار الثمار تتفتح..كانت لحظات لقاء عاشق بمعشوقه..جلست في ظلها..ونظرت الى الأفق البعيد..بصمت..أفرغت كل ماكان معي من ماء عند جذورها وقلت لها..سآتيك بالمزيد..وألصقت شفتي على جذعها في قبلة عشق..هي كل ماتبقى لي من ذكريات..عشرات الأشجار احترقت أو ماتت عطشا..وقطيع غزلان وأشياء أخرى كنت أحبها سرقها الطغاة..رفعت رأسي الى السماء وقلت...يااااارب..

..................................
ماأن ذهبت الى الفلوجه مرة ، أو مرتين ، بعد فراق طويل ، حتى نهض الشوق في أعماقي وانتفض...
حنين الى درب ، وزقاق ، وشجره..وبيت تربيت فيه وفارقت عنده أبي وأمي
فالشوق والحنين يصطخبان في صدري كموج بحر يلطم الضخور عند الشاطئ..
الحب لايموت من جوع أو ظمأ..الحب لايهرم ولا يموت..
قالت..لاتذهب فالدرب مزروع بالألغام..
قلت لاتخافي علي وأنا ابن الصحراء وطول عمري لاأعترف بالحدود ..أسافر بلا جواز سفر.
..أودعتك ربي لتعود لي سالما ..قلت ..أنا ذاهب
كنت في قلب المعركه..نحن لانبكي الا عندما يصطخب موج الخير في صدورنا..يوما جرى دمعي وتحشرجت أنفاسي لرؤيه نساء وأطفال يحملون الخبز والماء على الطريق يرسلونه الى الفلوجه..أبكاني طفل يحمل علبة حليب أطفال.
دخلت المدينه..تجولت بلا هدف..شربت ماء...لم أقف عند البيوت التي هدمها المجرمون ولا العمارات ولا الجوامع التي سويت بالأرض فقد اعتدت على هذا المنظر منذ معركتنا مع الأمريكان وكان بيتي وبيت والدي من ضمنها..توقفت طويلا عند نخلات زرعتهن يوما في بيتي..لقد كبرن ..كطفل تغيب عنه ثلاث سنوات ثم تراه صبيا..وفي مكان أخر رأيت شجرة نبق (سدر)أحببتها..زرعتها بيدي..كل ماحولها مات..ذهب كل شيء لكنها صامده..تتحدى الشر والجريمه..لم تشرب ماء منذ سنوات ثلاث..ورأيت أزهار الثمار تتفتح..كانت لحظات لقاء عاشق بمعشوقه..جلست في ظلها..ونظرت الى الأفق البعيد..بصمت..أفرغت كل ماكان معي من ماء عند جذورها وقلت لها..سآتيك بالمزيد..وألصقت شفتي على جذعها في قبلة عشق..هي كل ماتبقى لي من ذكريات..رفعت رأسي الى السماء وقلت...يااااارب..
................................
اخي وصديقي قيس المعزة.
لقد مزجت الالم بالشوق ، وسكبت عليهما المحبة بدون تكلف.
عبرت بابداع كاتب قدير ، عن خلجات نفسك المجبولة بالحب والحنين !!!! انت رائع في التعبير المطرز بعاطفة النقاء.
وصفك للاحداث كان بدرجة من الروعة ، وصادرة من قلب ملؤه الحب ، وخيال مطرز بدموع السماء ، في ربيع لا يتفهمه الا ابن الصحراء.
اخيرا تسلقت قمة الابداع بقولك: والصقت شفتي على جذعها في قبلة عشق ، هي كل ما تبقى لي من ذكريات.
رفعت رأسي الى السماء وقلت ياااارب.
تقبل تحيتي بنقاوة عواطفك يا اخي وصديقي قيس المعزة.
اخوك ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان







آخر تعديل صلاح الدين سلطان يوم 10-13-2016 في 07:50 AM.
  رد مع اقتباس