اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاكر السلمان قوله تعالى { ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم} قيل: الضمير عائد على إبليس وذريته؛ أي لم أشاورهم في خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم، بل خلقتهم على ما أردت. وقيل: ما أشهدت إبليس وذريته خلق السماوات والأرض { ولا خلق أنفسهم} أي أنفس المشركين فكيف اتخذوهم أولياء من دوني؟. وقيل: الكناية في قوله { ما أشهدتهم} ترجع إلى المشركين، وإلى الناس بالجملة، فتضمن الآية الرد على طوائف من المنجمين وأهل الطبائع والمتحكمين من الأطباء وسواهم من كل من ينخرط في هذه الأشياء. وقال بعض أهل العلم { ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض} رد على المنجمين أن قالوا: إن الأفلاك تحدث في الأرض وفي بعضها في بعض، وقوله { والأرض} رد على أصحاب الهندسة حيث قالوا: إن الأرض كرّية والأفلاك تجري تحتها، والناس ملصقون عليها وتحتها، وقوله { ولا خلق أنفسهم} رد على الطبائعيين حيث زعموا أن الطبائع هي الفاعلة في النفوس. وقرأ أبو جعفر { ما أشهدناهم} بالنون والألف على التعظيم. الباقون بالتاء بدليل قوله { وما كنت متخذ} يعني ما استعنتهم على خلق السماوات والأرض ولا شاورتهم. { المضلين} يعني الشياطين. وقيل: الكفار. { عضدا} أي أعوانا يقال: اعتضدت بفلان إذا استعنت به وتقويت والأصل فيه عضد اليد، ثم يوضع موضع العون؛ لأن اليد قوامها العضد. يقال: عضده وعاضده على كذا إذا أعانه وأعزه. ومنه قوله { سنشد عضدك بأخيك} القصص: 35 أي سنعينك بأخيك. ولفظ العضد على جهة المثل، والله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى عون أحد. وخص المضلين بالذكر لزيادة الذم والتوبيخ. وقرأ أبو جعفر الجحدري { وما كنت} بفتح التاء أي وما كنت يا محمد متخذ المضلين عضدا. وفي عضد ثمانية أوجه { عضدا} بفتح العين وضم الضاد وهي قراءة الجمهور، وأفصحها. و { عَضْدا} بفتح العين وإسكان الضاد، وهي لغة بني تميم. و { عُضُدا} بضم العين والضاد، وهي قراءة أبي عمرو والحسن. و { عُضْدا} بضم العين وإسكان الضاد، وهي قراءة عكرمة. و { عِضَدا} بكسر العين وفتح الضاد، وهي قراءة الضحاك. و { عَضَدا} بفتح العين والضاد وهي قراءة عيسى بن عمر. وحكى هارون القارئ { عَضِدا} واللغة الثامنة { عِضْدا} على لغة من قال: كتف وفخذ. مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا( سورة الكهف الآية 51 ) بارك الرحمن فيك جزاك الله كل خير إضافة هي موضوع بحد ذاته بما فيه من جمال طرح وروعة تحليل والبعد عن الإطناب دمت جميلا رائعا