تَتَسَارَعُ الأُمْنِيَةُ في الدُّرُوبْ
يَغْشَاهَا خَجَلٌ وَرْدِّيّ
تُوقِظُنِي صَبَاحَاً عَصَافِيرُ اللَقْلَقْ
مُودِّعَةً أَعْشَاشَهَا المُخْمَلِيَّة
عَبِقَةً بِرَائِحَةِ الشَّدْوِ
حَالِمَةً بعَالَمٍ جَدِيْدْ
تَرَيَّثْتُ كُثِيْرَاً حَتّى خَبِرْتُ المَاءْ
وعَرَفتُ لَوْنَ البَيَاضْ
أَرْهَقَنِي طَائِرُ الرُّوحِ .. حتى وَصَلْتُ مُكْرَهَةً
وَمَوجة ٌحَمْراءُ تَقْتَرِبُ من مِرْفَئِي
قَرَاصِنَةُ البَحْر
تَقْرَعُ طُبُولَ المَوجِ
فَارِغَتَانِ يَدَايْ
تَشُدُّ حِبَالَ الصَّبرْ
رُحْمَاكَ رَبِّي
في كُلِّ زَاوِيةٍ يتَجَرَّدُني الصُّبْحُ
يُوقِظُ دَبِيْبُه حَوَاسِيَ
وثِيَابِي مُلَطَّخَةٌ بأغْبِرَةِ الغُربَةْ
خُيوطُ الزَّمنِ قطّعَتْ أَوتَارَ لسَانِي
وحْدَكَ تَتَرَجَّلُ من مُخُيّلَتِي العَرجَاءْ
من أُفُقٍ مُجَمَّدٍ
تعِيْدُ للفَرَاشَاتِ أجْنِحَتَهَا المُلَوَّنَةْ
وللزُّهُورِ رَحِيْقَهَا
تُعُلِّمُنِيْ كيف أَصِلُ عَقلِي إلى غلة ِالحَقْلِ
حقلٌ تظلّلهُ رُؤى اليَمَامِ ومُوسِيْقَى السَّنَابلْ
شَهْقَةٌ أَنتَ مِنْ دُونِ زَفِيْرٍ
تبعَثُ بِي
أُنُوثَةً برَائِحَةِ الأَرْض ..
شَوْقَا بلَهْفَةِ السَّعِيرْ
وأنا مَحْضُ لَحْظَةِ احْتِرَاقْ
يُنْزِفُنِيْ جِلْدِي خَارِجَ السّربْ
أَخُوضُ رَمْلَ التَّصَحُّر والتَّرحُّلْ
وأَمْخُرُ المِلْحَ في غَثَيَانِ البَحرْ.
هيام