تأملات فى الآيات
==========
فتلقى آدم من رّبه كلمات
لم تسجد الملائكة لسيدنا آدم عبثا ، بل لتميزه على كل المخلوقات
. من ضمن تلك المميزات أنه يخطئ . وأتعجب كيف يكون ارتكاب الخطأ ميزة؟ إن ما ميز آدم ليس ارتكاب الخطأ فحسب بل معاناته بعد ارتكاب الخطأ . لا يوجد مخلوق يعقد لنفسه مجلس محاسبة بعد اقتراف الخطأ إلا آدم . وشمل مجلس المحاسبة فى نفس آدم تذكر نعم الله التى لا تحصى عليه وأكبرها خلقه خلقا جميلا مكتملا فى كل احتياجاته . وأنه تعالى أكرم نزله فى الجنة وقال له ولزوجه "اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما"..وقال له "إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى" . إذن كان مجلس المحاسبة لآدم من ضميره الحي الذى أحصى عليه نعم الله عليه ، وأظهر له فعلته بالأكل من الشجرة عملا غايةً فى القبح ، بغض النظر عن طعم الفاكهة . وعملا مشينا مقززا جالبا للخزى والعار . مجلس التأديب الذى انعقد لآدم من قبل ضميره الحي هو الكلمات التى تلقاها آدم من رّبه فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم .