الموضوع: بُراق
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2016, 02:13 PM   رقم المشاركة : 4
شاعر
 
الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رياض شلال المحمدي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: بُراق

لمنْ أشكو تباريحَ اشتياقي ... و من إلّاكَ يدري ما ألاقي
جرى دمعي على خدّي هطولاً .. فما طفّى لهيبي ولا احتراقي

مطلعٌ سخيُّ الشاعرية من قريحـــةٍ مُثلى ، ودخــولٌ إلى حيثيات النص يوحي بالكثير من الشجن ومخاطبة الآخر ،

و ها إني بنارِ الشوقِ أحيا ... فوا لهفي إلى طولِ العناقِ
ستحرقُ هذه النيرانُ بُعدي ... و إذ بي أنت من غيرِ افتراقِ
ثم تأتي الإشارات تباعًا في وصف حسرات ما يبعثه الشَّوق في ثنايا الفؤاد بيانًا ، وكيف يكون الشعور مُلازمًا لظل المحبّ ولو طالت أيادي النَّوى ، ولذاك تخبره عن يقين :
لإنْ ترضى بقتلي فقد رضيتُ ... صليبي يا حبيبي هو انعتاقي
وكم أحببتُ أن يكون بيت الخطاب هكذا :
لأن ترضى بقتلي قد رضينا .. صليبي يا حبيبُ هو انعتاقي
وتستمر مناشدة الخواطر قائلةً :

فخذني غلّني بسماطِ عشقٍ ... و صلّيني الجحيم بذا الوثاقِ

وليتها كانت " ضمَّني " بدل عن " غلّني " بصرف النظر عن تناسب " الغل مع الجحيم " ، بدليل :

أنا اخترتُ الوعورةَ لا أبالي ... فذا جلالكَ مع جمالي في اتفاقِ ،
وهنا " فذا " جاءت زائدة عن الوافر المتَّبع ، فلكي لا يعتب علينا " الخليل " يكون الشطر كالآتي :
جلالك مع جمالي في اتفاق ، ويبقى المعنى كما هو ،

و صخرةُ قلبكَ الصلدِ الأصمِّ .. تفجّرُ في دمي عذبَ السواقي ،
" الأصمّ " عَروضيًّا يُستحب تغييرها ولكم الخِيار في استبدالها ،

ثم وما أجمل الفخر المستحق ، كي تخبر بمنزلتها فتقول :

صداقي يوم عرسي تاجُ مُلكٍ ... على هامِ العُلا فوق الطباقِ
ثم تعرّج وكما هي عادة أهل الفكر والشعر إلى من يعذلـــون المحبَ ، وما أكثرهم ، لكنها تخبرهم بثبات ومعرفة لأنها شاهدة على الحق بدليل بقاء الذكر في مسلَّمات بيانها ، ومسك ختامها .

و قالوا في مجالسهم :"جنونٌ .. و سحرٌ جاءَ من أهلِ النفاقِ
سُقيتِ الوهمَ يا طهرَ العذارى ... و ذُرّ بأرضكِ بذرَ الشقاقِ
تسلّي واقرأي ذكراً حكيماً " ... و إني الذكرُ لو يدرون باقِ
لأنت الحقُّ أشهدهُ عياناً ... و عشقي كان للحقِّ براقي

بورك الجَنان والبيان والبنـــان ، تقديري .









  رد مع اقتباس