نظراتُكِ التي كانت تُلاحقني ، تدنو من ملامحي ، تُشعل قناديل التوهج في مسائي ، تختار حروف كلماتي ، وترسم شكل أبجديتي ، نظراتك ِالممزوجة بالبراءة ، المليئة بكلمات ٍحبيسة ، تحاولُ التمرّد وتدخل فضاء البوح ..
تُحاولُ أن تقودني لعالم ٍ يعجُّ بالورود والأزهار والفراشات ِ، نظراتك ِالعميقة كالبحر ، كانت تُرافقها ابتسامة ٌ خجولة ، ها هي تُحرّكُ أشواقا ًدفينة ، تملأ
نظراتُكِ المُنسابةُ من هاتين ِاللؤلؤتين ، تُحدّقان ِبي ، تُلاحقاني ، ترصدانِ دون َملل ٍكلماتي ، فينبعثُ النّورُ إلى أعماقي رغما ًعنّي ...فأحسُّ أنّه يسلبُ
في هذه اللحظة ، أريدُ أن أكتبَ عنك ، في حُجرة ٍمُعتمة ، وأغلقُ كلّ النوافذ ِ
والســتائر ، لا أريـدُ لأيّ ضـوء أن يتســللَ لحُجـرتي غير ضوء بعثته تلـك النظرات داخلي ...
لا أريدُ منك أن تُصابي بالدهشة ، عندما تُدركين َأنني رجلٌ قلبه مسكون بحبّ
مدينة ، بحبّ وطنٍ أنهكتهُ المؤامرات وأصواتُ البنادق ِ، الأحلامُ فيه مؤجلة
هل أستطيع ُاليومَ بعدما كنت ُفريسة ً لنظراتك ِ، وحديثكِ الصامت ، أنْ أتركني بينَ يديك ِلتُقلّبينَ ذاكرتي كدفتر قديم ، تتنقلين َبين نبضات ِقلبي المتسارعة ...هل استطعتُ أن أهزمَ كلّ الذين أحبّوكِ لأهدافٍ مختلفة ..؟
وأصبحتُ في لحظةٍ حملتها الصدفة أنْ أكونَ فارسَ قلبِكِ الوحيد ..
أخشى عليكِ أنْ تُدمني كلماتي ، وتتقمصينَ ملامحي أمام مرآتك ِوأنتِ تتأملينَ
صورتي العالقة في عينيك ِ ...
ها أنتِ كوجه مدينتي ، كوجه وطن ٍيسكنني ، تتمردّين على المألوف،تقتحمين هدوئي ووحدتي ، لتملأي هذا الفراغ َالرّهيب ...